زياد الشخانبة – بعدما جمّلت “مبادرة وطن” الأحياء السكنية والأسوار والبيوت والمساجد والجدران في مختلف مناطق المملكة، تُطلق هذه المبادرة شكلاً جديداً في عملها هو “الجسر الملوّن” الذي يسعى من خلاله مؤسس المبادرة عاهد الدراويش وفريقه إلى تجميل الجسور خصوصاً أسفلها ليصبح مشهدها جاذباً للعين مريحاً للنظر بدلاً من الصورة القاتمة لهذه الجسور.
ويقول الدراويش لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن فكرة “الجسر الملوّن ” معمول بها فقط في اميركا، وقام وفريقه بالاطلاع على التجربة الأميركية في هذا الجانب وأنه وخلال الأسبوعين المقبلين سيبدأون بتنفيذ هذه الفكرة من مأدبا، متطلعين أن يجدوا التعاون والدعم المطلوب لتحويل جميع جسور الأردن إلى أشكال تبعث السعادة في النفس .
وفكرة الجسر الملوّن التي تطلقها هذه المبادرة تتراوح تكلفة مواد وأدوات تجميل الجسر الواحد فيها بين 700-1000 دينار حسب مساحة الجسر وعرضه وبدون أي أجور لأن المبادرة تعمل تطوعاً، داعياً الدراويش البلديات إلى دعم تجميل الجسور ضمن مناطقها خصوصاً أن الجدران الأسمنتية على امتداد المحافظات تحجب كثيراً من جمالية الأرض والشجر وهناك حاجة لتزيين هذه الجدران على حد قوله.
ويعمل فريق المبادرة التي تأسست قبل عامين من الشباب الرسامين والفنانين والخطاطين المتطوعين، على خلط الألوان بطريقة دقيقة ينتج عنها ألواناً جديدة غير معهودة ذات جمالية ونظارة وتبقى برّاقة مع مرور الزمن، معتمداً هذا الفريق على المجتمع المحلي والمتبرعين في تزويدهم بالألوان والأدوات التي يحتاجونها في عملهم التجميلي التطوعي الذي يتحدثون فيه عن مسؤولية تقع على عاتقهم باهمية تغيير الصورة النمطية العشوائية للأحياء المكتظة بالمنازل والضوضاء والفوضى، والتي تحتاج إلى تغيير مشهدها العام وإدخال البهجة لدى قاطنيها وزوارها .
ويوضح الدراويش أنه وأثناء عمله في مختلف المحافظات كان يجد حساً عالياً عند الأشخاص الذين يتبرعون لتحويل أماكن سكناهم ومناطقهم إلى صور ولوحات وشعارات وطنية وجمالية فيها رسالة محبة تعزز علاقة الإنسان ببلده وأرضه، مشيراً إلى أن هدف المبادرة ليس فقط التجميل بل أيضاً نشر ثقافة التطوّع لدى الشباب سواء لدى فريقه الذي يضم العشرات من مختلف المناطق أو أولئك الشباب الذين يساعدون في تجميل مناطقهم، مؤكداً أن الجدرايات على أسوار المدراس تحمل رسائل تعليمية ووطنية وأخلاقية، وداخل الأحياء تم إختيار لوحات تجميلية وفي الأماكن العامة يتم تخطيط الشعارات والأقاويل والحكم وغيرها .
ويتحدث مؤسس المبادرة عن تغييرٍ في النمط الثقافي للأحياء العشوائية التي يؤدي تجميلها إلى نشر الطاقة الإيجابية من خلال الألوان والرسومات التي تؤسس ثقافة التزيين لدى السكّان والاهتمام بتجميل مداخل بيوتهم وما حولها ورفض أي مشهد غير لائق في حيّهم أو منطقتهم .
ويدعو الدراويش الشباب من الجنسين للمشاركة والمساهمة في الأعمال الفنية التي تقوم بها المبادرة لتعزيز التعاون ما بين الشباب وتوسيع مساحة عمل المبادرة زيادة التغيير الإيجابي بأقل تكاليف.
–(بترا)