صنع العداء البارالمبي التونسي وليد كتيلة الحدث امس الاثنين وذلك عندما نجح في تحقيق رقم قياسي بارالمبي جديد في سباق 100 متر كراسي (فئة 34) محرزا الميدالية الذهبية الأولى له والثانية لتونس ضمن دورة الألعاب الأولمبية لأصحاب الهمم (2020 +1) المقامة حاليا في طوكيو.
وتصدر وليد كتيلة نهائي سباق 100 متر كراسي بعد قطعه المسافة في توقيت قدره 15 ثانية و01 جزء في المائة ليحطم بذلك الرقم القياسي البارالمبي والذي كان بحوزته أيضا بزمن قدره 15 ث و14 جزء بالمائة وحققه في الألعاب البارالمبية ريو دي جانيرو 2016.
وتقدم كتيلة على الأسترالي رييد ماكراكين الذي توج بالميدالية الفضية بعد حلوله ثانيا بزمن قدره 15 ثانية و37 جزءا بالمائة فيما أحرز الإماراتي محمد الحمادي على برونزية السباق بتوقيت قدره 15 ثانية و66 جزءا بالمائة.
وفي تصريح خص به سكاي نيوز عربية عبر وليد كتيلة عن فخره بتدعيم سجله البارالمبي بميدالية ذهبية لكنه اعتبر أن تحطيم الرقم القياسي البارالمبي كان تحديا خاصا نجح فيه وهو مدعاة للفخر له وللرياضيين التونسيين وفق تعبيره.
وقال للموقع: “سأركز الآن على الإعداد لسباق 800 متر، وهو السباق الذي يحمل تحديا جديدا بما أني سأكون أمام فرصة أول ذهبية في 800 متر، أخوض نصف النهائي يوم الجمعة والنهائي يوم السبت، اتطلع للتتويج بالذهب”.
واستقطب كتيلة، المولود في 20 يوليو 1985 أنظار متابعي الألعاب البارالمبية وجماهير الرياضة في تونس وذلك بعد أن أكد سيطرته على سباقات العدو بالكراسي (فئة 34) وهي رياضة تخصص فيها منذ أن كان عمره 22 عاما وحقق فيها تتويجات وإنجازات عربية وإفريقية وعالمية بجانب تحقيق عديد الأرقام القياسية.
واستطاع وليد كتيلة، بذهبية بارالمبياد طوكيو أن يدعم سجله الشخصي ليصل إلى 4 ميداليات ذهبية بارالمبية بعد إحرازه ذهبيتي سباقي 100 و200 متر كراسي في دورة لندن 2012 وذهبية سباق 100 متر كراسي في ريو دي جانيرو 2016 وهي الدورة التي حقق فيها أيضا الميدالية الفضية لسباق 800 متر كراسي (تي 34).
وتتصدر تونس ترتيب الدول العربية في جدول الميداليات بعد أسبوع من انطلاق الألعاب البارالمبية طوكيو 2020 (+1) برصيد أربع ميداليات من بينها ذهبيتان وفضية وبرونزية.
واعتبر حلمي ساسي المتحدث الإعلامي للاتحاد التونسي للرياضات البارالمبية في تصريح لسكاي نيوز عربية أن تتويج كتيلة بالذهب البارالمبي في افتتاح مشاركته في أولمبياد أصحاب الهمم لم يكن البتة مفاجأة بل كان أمرا متوقعا على حد قوله وذلك نظير المستوى اللافت لهذا الرياضي والعزيمة التي تسلح بها للتغلب على إعاقته والبروز في كل المحافل البارالمبية التي خاضها.
وقال ساسي لسكاي نيوز عربية: “شخصيا كنت أنتظر أن يحسم أمر الميدالية الذهبية، فقد كان دوما المرشح رقم 1 للتتويج بسباقات فئة “ت 34″ ولكن المفاجأة السارة تمثلت في تحطيم رقمه القياسي السابق وتحقيق رقم بارالمبي جديد سيكون من الصعب على رياضي آخر أن يكسره”.
وسيكون كتيلة، بحسب المتحدث الإعلامي للاتحاد التونسي للرياضات البارالمبية مرشحا لرفع حصته وحصة تونس من الميداليات الذهبية في طوكيو وذلك عندما يختتم مشاركته في الألعاب بخوض سباق 800 متر كراسي.
وأضاف: “يملك كتيلة حظوظا وافرة للفوز بذهبية سباق 800 متر كراسي وهو السباق الذي حطم فيه الرقم القياسي العالمي وذلك في ملتقى سويسرا الدولي لأصحاب الهمم في مايو المنصرم”.
ويعد وليد كتيلة أكثر الرياضيين التونسيين أصحاب الهمم تتويجا على الإطلاق، فقد نجح في تحويل إعاقته الجسدية، إلى مصدر قوة وتألق حيث حقق بعمر 36 عاما 16 ميدالية ذهبية من بينها 4 في دورات الألعاب البارالمبية و12 في بطولات العالم لأصحاب الهمم دون اعتبار الميداليات الفضية والبرونزية أو التتويجات على الصعيدين العربي والإفريقي.
وولد كتيلة في أحد أحياء العاصمة تونس وهو يعاني من إعاقة في الساقين ولكنه بدأ ممارسة الرياضة منذ أن بلغ من العمر 16 عاما حيث يقول لسكاي نيوز عربية: “شجعني مدربي رضا الدوداني على ممارسة الرياضة وتحدي إعاقتي والحمد لله أني نجحت في تحقيق ما كنت أحلم به، كان حلمي أن أصعد على منصة التتويج الأولمبي لمرة واحدة، الآن حققت عديد الانجازات ومازال بإمكاني النجاح، أنا مدين لعائلتي ومدربي، لم أعد أشعر أني من ذوي الاحتياجات الخاصة، أنا فخور بمسيرتي”.
وتشارك تونس في الألعاب البارالمبية بوفد يضم 26 رياضيا (16 ذكور و12 إناث)، سيخوضون المنافسات في ثلاثة اختصاصات، حيث ينافس 24 منهم في ألعاب القوى، مع أول ظهور في رياضتين جديدتين هما، تنس الطاولة والترياتلون.
وخلال 8 مشاركات سابقة حققت تونس في البارالمبياد 92 ميدالية في مسابقات ألعاب القوى، من بينها 39 ذهبية و33 فضية و20 برونزية، لتحتل بذلك المركز الأول عربيا والثاني إفريقيا بعد نيجيريا.