قال وزير الداخلية مازن الفرايه، إن الحكومة الأردنية تتعامل مع قضايا اللجوء السوري على أراضي المملكة بشكل شمولي ومنسق بين جميع الجهات المعنية بهذا الشأن، مؤكدا أن الأردن وبتوجيهات ملكية سامية قدم ومايزال يقدم كل ما يستطيع لمساعدة اللاجئين السوريين والتخفيف من معاناتهم بشتى المجالات.
وأضاف الفرايه، لدى زيارته اليوم الخميس، إلى مخيم الزعتري للاجئين السوريين، أن تفقد أوضاع اللاجئين الخدمية والمعيشية والاطمئنان على سير الحياة اليومية لهم هو واجب انساني ووطني، حيث تعمل الحكومة وبتوجيهات من رئيس الوزراء وبالتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين على إدامة وتيسير سبل تقديم الخدمات الصحية والتعليمية والأمنية لهم وبالقدر الذي تسعفنا فيه إمكانياتنا.
وأكد وزير الداخلية ضرورة تشجيع وتحفيز اللاجئين بالمخيم على تلقي مطعوم فيروس كورونا باعتباره السبيل الوحيد للتصدي للجائحة إلى جانب الإجراءات الوقائية والصحية المتبعة وفقا للبوتوكول الطبي المعتمد، لافتا إلى أن نسبة من تلقوا المطعوم من الفئة المستهدفة هي 25 بالمئة في المخيم وبين غير الأردنيين بشكل عام، بينما بلغت نسبة من تلقوا المطعوم من الفئة المستهدفة بين الأردنيين 60 بالمئة.
واعتبر الفرايه أن نسبة متلقي المطعوم داخل المخيم ما زالت دون المستوى المطلوب الذي نسعى إليه، داعيا اللاجئين إلى زيادة الإقبال على تلقي المطعوم لحماية أنفسهم وعائلاتهم.
وقال إن إعطاء المطعوم للمواطن الأردني واللاجئ والمقيم على الأراضي الأردنية هي إحدى الركائز الأساسية لتوجيهات جلالة الملك وولي العهد منذ بدء الجائحة، وذلك حتى نتمكن من حماية المجتمع وكل من يقيم على أراضي المملكة.
وتفقد وزير الداخلية، خلال الزيارة، مركزي التطعيم المخصصين للاجئين داخل المخيم، واطلع على سير الإجراءات الصحية والفنية المتبعة.
وشدد الوزير الفرايه على ضرورة رفع الدعم الدولي للأردن ليصل إلى مستويات تعادل الكلفة الحقيقية لاستضافة اللاجئين نظرا لصعوبة الأوضاع الاقتصادية في المملكة والضغوطات التي تتعرض لها في شتى المجالات، مشيرا إلى أن نسبة الاستجابة العالمية لمتطلبات واحتياجات اللاجئين السوريين في الأردن خلال العام الحالي لم تتجاوز 10 بالمئة من الكلفة الحقيقية لاستضافتهم.
وأكدا أن استمرار الأردن بتأدية هذا الدور الانساني تجاه اللاجئين يرتبط بشكل وثيق بمستوى الدعم المقدم له ومساعدته على التعاطي مع آثار الأزمة بشكل إيجابي على مختلف الصعد الاقتصادية والسياسية والأمنية.
وعلى صعيد آخر، قال وزير الداخلية إن إعادة تنظيم المحلات التجارية داخل المخيم وفقا للاشتراطات الصحية المطلوبة تعتبر ضرورة يجب العمل عليها.
واستمع الفرايه إلى إيجاز قدمه مدير المخيم العقيد تامبي حمكري حول الواجبات والمهام التي يؤديها العاملون بالمخيم من خلال الأقسام الموجودة فيه والتي تعمل على مدار الساعة لخدمة اللاجئين ومعالجة مشاكلهم وتلبية احتياجاتهم بالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية.
وقدر حمكري عدد اللاجئين الموجودين بالمخيم الذي تأسس عام 2012 بحوالي 80 ألف لاجئ.
كما التقى وزير الداخلية خلال الزيارة مع عدد من اللاجئين واستمع إلى أبرز همومهم واحتياجاتهم، حيث أكد الوزير أن الأردن وعلى الرغم من تواضع إمكاناته وشح موارده إلا أنه يتعامل مع اللاجئين السوريين بما ينسجم مع مبادئه القومية الراسخة.
وأشار إلى أن تدفق اللاجئين السوريين إلى أراضي المملكة فرض على الأردن ظروفا صعبة على الصعد الاقتصادية والتعليمية والصحية والبنية التحتية وقطاعي الطاقة والمياه وسوق العمل، ولا سيما في المناطق الحاضنة للاجئين.
من جانبهم، عبر اللاجئون السوريون عن بالغ شكرهم وتقديرهم لجلالة الملك عبدالله الثاني على دوره الكبير في تلبية احتياجاتهم ومساعدتهم وتوجيهاته المستمرة للحكومة بذلك، إضافة إلى شكرهم للحكومة والشعب الاردني الذي استقبلهم وتقاسم معهم لقمة العيش، مؤكدين أن ما قدمه الأردن لهم عجزت عنه الدول العظمى.
ورافق وزير الداخلية خلال الزيارة ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن دومينيك بارتش، ومحافظ المفرق سلمان النجادا، ومدير مديرية شؤون اللاجئين السوريين العميد طارق عازر، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين الأمنيين والمعنيين.
–(بترا)