اخبار محلية الصورة الرئيسية

المغطس يمثل قيمة إنسانية وحضارية ودينية ويحمل رسائل محبة ووئام بين الأديان

قال مدير عام هيئة المغطس المهندس رستم مكجيان، إن موقع عماد السيد المسيح “المغطس”، يمثل قيمة إنسانية وحضارية ودينية عالية ويحمل رسائل محبة ووئام بين جميع الأديان.
ويعد المغطس محجا يأتيه الحجاج المسيحيون من كل مكان في العالم، لكونه مكان انطلاق الدعوة المسيحية بعد تعميد السيد المسيح على يدي يوحنا المعمدان قبل ألفي عام.
وبين مكجيان لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن موقع المغطس الذي ساهم بوضع الأردن على خارطة السياحة الدينية، بدأت قصة اكتشافه عندما زاره سمو الأمير غازي بن محمد برفقة المرحوم الأب ميشيل بيشيرللو، حيث بدأت بعد ذلك اعمال الحفريات الاثرية لعدة سنوات أظهرت من خلالها العديد من المعالم أهمها “الدير، بقايا الكنائس، استراحة للحجاج، بركة كبيرة، كهوف الرهبان، بالإضافة إلى موقع مرتبط بالقديسة مريم المصرية”. واشار الى أن موقع المغطس يقع في الغرب من الرامة والكفرين في لواء الشونة الجنوبية، على الضفة الشرقية من نهر الأردن، حوالي 9 كيلو مترات شمال البحر الميت، حيث يمكن منه مشاهدة مدينة أريحا التي تقع على مسافة عدة كيلومترات إلى الغرب من النهر. واوضح ان أهمية الموقع حضاريا وتاريخيا ودينيا وبيئيا، برزت من خلال مجموعة دلائل تثبت أن العديد من الأنبياء عليهم السلام أتوا إلى الموقع أو عاشوا فيه لفترة من الزمن وتعمد فيه السيد المسيح عليه السلام، وتم اعتماد تلك الدلائل على ما ورد بالكتب المقدسة، وأقوال الرحالة والحجاج، والمكتشفات الأثرية التي تطابق بشكل كبير بما وصل من ترجمات لأقوال بعض الرحالة والحجاج الذين زاروا الأراضي المقدسة من أنحاء مختلفة من العالم ووصفوا ما شاهدوه خلال فترة زيارتهم للموقع.
واضاف انه من الدلائل أيضا وجود خريطة الأراضي المقدسة الموجودة في كنيسة القديس سان جورجيوس في مأدبا، واعتراف مجلس الكنائس بأهمية وقدسية المكان الذي تعمد به السيد المسيح والذي يقع ضمن مسار الحج المسيحي القديم، مشيرا الى أن الموقع حظي بعدة زيارات من أصحاب القداسة الباباوات وكبار رجال الدين من جميع الطوائف ورؤساء الدول والملوك.
واكد أنه تم تسجيل الموقع على قائمة التراث العالمي بالإجماع من لجنة التراث العالمي في عام 2015، بهدف الحفاظ على قيمة الموقع الدينية والروحية للأجيال القادمة وحمله للعديد من الرسائل للبشرية جمعاء.
وبين سعي إدارة الهيئة منذ افتتاح الموقع للزوار، بالتركيز على ابراز قيمة المكان واهميته لجذب العديد من الزوار والحجاج، من خلال توفير الخدمات الملائمة التي تتناسب مع خصوصية الموقع والإبقاء على روح المكان كما شاهده الأنبياء والرسل.
وبشأن أعداد الحجاج وزوار الموقع، قال مكجيان، انه في عام 2018 وصل عددهم الى 143 الف زائر، وعام 2019 تجاوز عدد الزوار الـ 183 الفا، في حين انخفض عدد الزوار في عام 2020 إثر جائحة كورونا ليصل الى قرابة 35 الف زائر.
واشار الى أن الاعداد بقيت متواضعة منذ بداية شهر كانون الثاني من العام الحالي، الى ان أصبحت في بداية شهر حزيران جيدة ثم بدأت تزداد فعليا بشكل ملحوظ من بداية تموز لتتجاوز اعداد الزوار خلال الأشهر التسعة الماضية الـ 24 ألف زائر من عدة جنسيات.
واوضح ان الزيادة الحقيقية الواضحة في اعداد الزوار والحجاج بالأشهر الماضية تؤكد أن الأردن أصبح من الوجهات السياحية الآمنة، مشيدا بالجهود الحكومية بدعم الطيران العارض والطيران منخفض التكاليف الذي ساهم ايضا بارتفاع أعداد الزوار.
واكد أن إدارة هيئة موقع المغطس تتطلع الى ان تكون هناك زيادة في أعداد الحجاج والزوار، وذلك حسب البرامج المقررة لاحتفالات عيد الميلاد وعيد الغطاس خلال الأشهر المقبلة، مشيرا الى أن موقع المغطس يمتاز بالدفء والراحة لجميع زواره. وذكر مكجيان، أن الموقع بجميع مرافقه وخدماته مناسب لجميع الزوار حتى ذوي الاحتياجات الخاصة، مبينا أن ما يحتاجه الموقع في الفترة الحالية هو تكثيف الجهود من قبل الجهات المعنية وخاصة القطاع الخاص والمكاتب السياحية والعمل كفريق واحد لترويج وتسويق الموقع وتقديمه للزوار والحجاج بأجمل صورة.
— (بترا)