يتمتع مرصد الزلازل الأردني بسمعة مميزة بين المراصد الاقليمية والعالمية، ويعد من اوائل المراصد الزلزالية في المنطقة واكثرها تطورا وتحديثا منذ انشائه عام 1983.
وبدأ المرصد عمله من خلال شبكة مكونة من 8 محطات رصد توزعت على وسط وشمال المملكة، وفي عام 1989 تم تحديث هذه المحطات من نظام المراقبة الورقية الى النظام المحوسب، واضافة 19 محطة جديدة لتصبح 27 محطة زلزالية تغطي بشكل رئيسي جميع المصادر الرئيسية للنشاط الزلزالي بما يضمن تحديدا دقيقا للأحداث الزلزالية (محليا، اقليميا وعالميا).
وقال رئيس المرصد غسان سويدان، إن المعلومات الزلزالية، كانت ترسل من جميع المحطات الى المركز لاسلكياً وعبر خطوط الميكرويف وخطوط الهاتف على مدار الساعة.
وتم تركيب شبكة رصد الحركة القوية (23 محطة) موزعة على المنشآت الاستراتيجية مثل (السدود، ومحطات توليد الطاقة ومراكز المدن الرئيسية ومصادر النشاط الزلزالي)، وتهدف هذه الشبكة الى تسجيل اعلى قيم للتسارع الارضي للحصول على البيانات الحقيقية اللازمة لتحديث كودات البناء المقاوم للزلازل.
وقال انه خلال الفترة من 2008 الى 2011 تم تحديث برامج اكتشاف وتحليل الاحداث والامواج الزلزالية واستبدال الشبكة القديمة (27 محطة) بشبكة جديدة (17 محطة) بحيث تم الانتقال بنظام رصد الزلازل من النظام التماثلي الى النظام الرقمي وباستخدام الاقمار الاصطناعية للحفاظ على التواصل والتوافق مع المنظومة العالمية في هذا المجال.
وخلال العام 2014 تم ضم مرصد الزلازل الاردني الى وزارة الطاقة والثروة المعدنية.
ويعمل المرصد على رصد وتحليل الزلازل المحلية والاقليمية والبعيدة وارشفة البيانات الزلزالية لبناء قاعدة معلومات وطنية، وتزويد الجهات المعنية (الدفاع المدني) بالمعلومات الزلزالية لاتخاذ الاجراءات اللازمة، حيث يعتبر مرصد الزلازل الأردني الجهة الوحيدة المخولة رسمياً في رصد النشاط الزلزالي.
واشار سويدان، الى توفير وتحليل بيانات رصد الحركة القوية الناتجة عن الزلازل للمساهمة في تحديث كودات البناء المقاومة للزلازل بالتعاون مع المؤسسات الوطنية (الجمعية العلمية الملكية ووزارة الاشغال العامة والاسكان)، وتبادل المعلومات الزلزالية مع المراصد الاقليمية والعالمية مثل المركز العالمي لرصد الزلازل والمركز الاورمتوسطي لرصد الزلازل، بالإضافة الى مراصد الزلازل في الدول الشقيقة والصديقة.
ويزود المرصد الجهات البحثية كالجامعات والمراكز العلمية بالمعلومات للدراسات الزلزالية والهندسية المختلفة.
ومنذ انشاء المرصد تم بناء بنك للمعلومات الزلزالية واعداد كتالوج للزلازل بناء على المعلومات والدراسات المتراكمة التي ادت الى تحديد مصادر النشاط الزلزالي والتكتوني في الاردن والمناطق المجاورة، بالإضافة الى التطوير المستمر لبنك المعلومات الزلزالية لغايات تحديث كود البناء الاردني.
واضاف ان المرصد وظف جميع امكانياته في تدريب وتأهيل الكوادر الفنية في المؤسسات الوطنية ومن الدول العربية، ووضع النشرات الارشادية للمدارس والدفاع المدني، ونشر الابحاث والدراسات الزلزالية بالتعاون مع المؤسسات العلمية محليا واقليميا ودوليا.
ويرتبط المرصد بمشاريع تعاون متعددة مع المراصد والمعاهد الدولية ذات العلاقة من خلال اتفاقيات تعاون.
وينفذ المرصد مشاريع التعاون في منظمة الحظر الشامل للتجارب النووية منذ العام 1998، ومشروع دراسات وابحاث البحر الميت الممول من معهد الـ “جي أف زت” الالماني، وبدأ هذا المشروع عام 1999، وقد تم تمديد الاتفاقية عام 2012 لمدة خمسة اعوام جديدة، ومشروع التعاون الاقليمي للشرق الاوسط الممول من الوكالة الاميركية للإنماء، ومشروع “دعم مبادرات واستراتيجيات البحث والتطوير التكنولوجي والابداع” الممول من الاتحاد الاوروبي.
وسجل المرصد خلال العام الماض، 975 زلزالا بنسبة تغطية بلغت 100بالمئة، منها 140 زلزالا محليا، و549 زلزالا إقليميا و286 زلزالا بعيدا، وتم تركيب محطة زلزالية جديدة في جامعة مؤتة، وإبرام اتفاقيتين علميتين مع الجامعة الأردنية وهيئة المساحة الجيولوجية الأميركية.
— (بترا)