عمان 3 كانون الثاني (أمن إف إم)
أكد رئيس مركز علاج الإدمان الرائد يزن برماوي أنه وبتوجيهات مباشرة من مدير الأمن العام اللواء الركن حسين الحواتمة تم إعادة تجهيز وتحديث مركز علاج الإدمان التابع لإدارة مكافحة المخدرات وذلك لتقديم الخدمات العلاجية لطالبيها من الراغبين بالإقلاع عن تعاطي هذه الآفة.
وأضاف البرماوي في حديثه خلال برنامج لا للمخدرات والذي يقدمه الرائد نبيل الرواشدة عبر أثير إذاعة الأمن العام أن التشريعات الناظمة نصت على إعفاء كل متعاطي يتقدم للعلاج من الإدمان من تلقاء نفسه أو عن طريق احد ذويه , نافياً جميع الشائعات حول معاقبة المرضى أو تسجيل أي من القيود الجرمية بحقهم مبيناً أن المركز يقدم كافة خدماته بشكل مجاني بما يتضمنه من رعاية نفسية وصحية وسلوكية , مؤكداً إستقبال جميع الحالات وعلى مدار الـ24 ساعة وبسرية تامة حيث يُعطى المريض اسماً وهمياً
وأضاف أن مركز معالجة المدمنين هو أحد المهام الإنسانية لمديرية الأمن العام التي أخذت على عاتقها هذا الواجب إنطلاقاً من دورها في حفظ الأرواح , حيث أنشئ المركز عام 1993 كخطوة إستباقية وبطاقة إستيعابية بلغت 17 سرير ليرتفع عام 2009 إلى 170 سريراً بعد الإنتقال إلى المبنى الجديد والمجهز بكافة المرافق
وأشار الرائد البرماوي إلى أن المركز يعتمد على منظومة متكاملة تراعي جميع الجوانب الطبية والنفسية والسلوكية والإجتماعية والدينية والرياضية وقدرة المريض للتخلص من المادة المخدرة وصولاً للشفاء التام بحيث تعتمد مدة العلاج على قابلية المتعاطي للعلاج إضافة لعوامل أخرى مثل مدة التعاطي ونوع المواد المخدرة التي تعاطاها المدمن والتي قد تنتهي بأسبوعين وبما لا يتجاوز الشهرين, داعياً الأهالي إلى ضرورة مراقبة أبناءهم في حال ظهور تصرفات مريبة وحدوث تغييرات نفسية وجسدية عليهم , وضرورة فحصهم عن طريق المركز مجاناً وبسرية للتأكد من مسارهم الحياتي السوي.
مبيناً أن جميع العاملين هم من مرتبات مديرية الأمن العام بكافة الإختصاصات بإستثناء الأطباء النفسيين و أطباء الباطنية , حيث تتواجد ثلاث عيادات نفسية على مدار الأسبوع إضافة لطبيب باطني مؤكداً على توجيهات مديرية الأمن العام لخدمة المرضى بالشكل الصحيح .
وأوضح البرماوي أن المركز يضم مشغلاً للحرف اليدوية والصلصال وهو ضمن برنامج العلاج بالعمل و الهواية في سبيل تفريغ الطاقات السلبية , فضلاً عن وجود جوانب مهنية مثل (دراي كلين و المخيطة) والتي استفاد بعض المتعافين منها بعد الخروج من المركز من خلال فتحهم لمشاريع خاصة , كذلك يضم المركز مكتبة فيها ما يقارب 2500 كتاب كبرنامج ثقافي يهدف إلى تعزيز شخصية الفرد حيث يتم تكليفه بمهمة القراءة عن موضوع معين و إعادة شرحه لاحقاً على المسرح لباقي المرضى، بالإضافة لوجود مجمع رياضي متكامل يشمل جميع الرياضات .
من جانبه أكد الدكتور مازن مقابلة الأخصائي المنتدب من وزارة الصحة لدى مركز علاج الإدمان أن دور الأطباء المنتدبين يأتي ضمن الاستشارات الهاتفية وتغطية العيادات الصباحية إضافة لمتابعة الشخص المتعاطي أو الذي أساء استخدام بعض المستحضرات الطبية مضيفاً أن مهمتهم تبدأ من الاستقبال وتقييم حالة المريض من قبل الأطباء النفسيين و طبيب الباطني حيث يُقيّم الطبيب النفسي درجة الإدمان وخطورتها وهل تشكل خطراً على المتعاطي والمحيط أم لا و إذا ما كان يمر في مرحلة هلوسة وذهان عقلي وبالتالي ضرورة تحويله إلى جهات طبية مختصة للعناية بحالته الصحية بشكل أفضل .
وحول أسس العلاج قال الدكتور مقابلة إن هناك أسسا عامة للعلاج تطبق على الجميع ولكن مع وجود بعض الفروقات الفردية حيث يحتاج بعض متعاطي المواد المسببة للإدمان و المؤدية إلى الوفاة إلى أدوية خاصة , مؤكدا أن هذه الأدوية العلاجية لا تزيل سُمية المواد المخدرة ولكنها تعدل المؤشرات الحيوية كاضطراب النوم والشهية على الطعام وغيرها ,وعن حدوث بعض النواتج النفسية مثل تقلبات المزاج وغيرها يتم استخدام العلاجات الطبية والنفسية .
و أكد الدكتور المقابلة أن جميع المواد المخدرة التي تدخل على جسد الإنسان لها تأثيرات مختلفة ولكن تختلف حسب نوعها وعلى الجزء الذي تعمل عليه داخل جسد الإنسان حيث يعمل بعضها كمثبطات تعمل على تقليل الذاكرة وبعضهم يتعاطى تلك المواد ظنا منه أنها تخلصه من القلق والتوتر.
النقيب الإمام الدكتور زاهي السليحات بين بمداخلته عبر إذاعة الأمن العام أن الدور الديني للمركز ينقسم إلى محورين الأول هو مقابلات الإرشاد الفردي للمريض يتخللها حوار ونقاش بهدف الوقوف على سبب تعاطي المريض والتي تبين أكثرها كان لأسباب الرغبة في التجربة المؤدي إلى الإدمان حيث يعمل المرشد الديني على تنمية الوازع الديني وتعزيزه وتبيان حرمة المخدرات وأثرها على الإنسان وحرمتها وخطوات الشفاء وكيف يمكن أن يستمر بالصلوات والإلتزام الديني وتعاليم أحكام الطهارة والعبادات وغيرها حيث يتم التركيز على الأخلاقيات وأخلاقيات الإسلام وبر الوالدين .
من جهة أخرى أقر مجموعة من متلقي العلاج لدى المركز أن جميعهم قد غُرر بهم وأوهموا بأن التجربة الأولى لا تؤدي إلى الإدمان و أن تعاطي سيجارة واحده من الحشيش لا يؤدي إلى الإدمان ليتضح لهم فيما بعد عدم صدق رواية التاجر أو المروج لهذه الآفة داعين كل من وقع براثن التعاطي عدم التردد في مراجعة المركز وهو السبيل الوحيد للنجاة وتلقي العلاج اللازم قبل فوات الأوان مؤكدين على خطورة التعاطي على حياة المتعاطي العائلية والعملية وعدم تقبلهم من قبل المجتمع وأن جميع ما قيل عن الآثار الإيجابية لتعاطي المخدرات ما هو إلا وهم لا يؤدي إلا إلى الإدمان.