الاحد: ٧/١١/٢٠٢٢ – شهدت الجامعة الأردنية اليوم الانطلاقة الأولى لفعاليات الأسبوع السياسي للجامعات الذي تم تنظيمه بالتعاون مع الهيئة المستقلة للانتخاب ومؤسسة ولي العهد، برعاية رئيس الجامعة الدكتور نذير عبيدات وحضور رئيس الهيئة المهندس موسى المعايطة ونواب رئيس الجامعة، وذلك بهدف تعريف الشباب بقانون الانتخاب وتوعيتهم بقانون الأحزاب والمشاركة والتمكين السياسي.
وقد جاء اختيار “الأردنية” لتشهد انطلاقة البرنامج الموجّه للطلبة في الجامعات لدورها المحوري على الساحة الأردنية، والمتمثّل في إعداد الكفاءات والقيادات الوطنية التي ترسّخ رؤى وتوجّهات جلالة الملك عبد الله الثاني وتأكيده الدائم على الاهتمام بالشباب وتمكينهم من بناء مستقبلهم وإشراكهم في العملية السياسية والحياة الحزبيّة.
وقال رئيس الجامعة في كلمة له إنّ السّلطة اليوم للإبداع والابتكار؛ لمن يعلون صوت العقل والعلم والمعرفة، فأولئك سيعثرون على المستقبل الذي يتخيّلونه، أما الأكاديميا بشكلها التّقليدي، حيث كان التّلقين ديدنًا، فلا مكان لها بعد اليوم، بل للتّفكير النّاقد المنفتح على شتّى الاختلافات والمعتقدات، حيث المدرّس والطّالب شركاء في عمليّة عمادها التّكامل والإصغاء واكتساب الخبرات والتّشبيك مع أصحاب الأعمال.
وأضاف عبيدات أنه إذا كانت المعرفة تبنى تراكميّا، فيسعدني أن يبني هذا الأسبوع السياسيّ للجامعات على ما أُنجز حتّى اللحظة، إذ يكمل مسيرة ابتُدئت في إطار تحديث المنظومة السياسيّة المدفوعة بالتوجيهات الملكيّة السّامية، وينبغي على الأردنّ في مئويّته الثّانية أن يخلق لأبنائه وبناته أجواء تسمح ببناء وتعزيز المؤسّسات الوطنيّة القادرة على التّميّز بكفاءتها وإمكاناتها التّنافسيّة، ودفعها نحو مجتمع أكثر رفاها وعدلا ومساواة بين جميع أفراده، ونجاح الجامعات في هذا المسعى يمثّل نجاحا لكافّة المؤسّسات، إذ طالما كانت الجامعات عقل الدولة، والمكان الذي تُبنى فيه القيادات.
وأكد عبيدات أنّ علينا، في ظلّ التّوجّه الجديد صوب العمل السّياسيّ، ألّا ننسى القيم الأكاديميّة والعلميّة التي انبنت الجامعات عليها، وما اجتماعنا اليوم، وإقامة الأسبوع هذا، إلّا نقاش مفتوح للوصول إلى معادلة متوازنة لتطوير العمل الحزبيّ داخل الجامعات، لنضمن الوصول إلى أفضل مستويات حريّة سواء إذا ما تعلّق الأمر بالطّلبة أم بالعاملين في الجامعات، حريّة لا تقود إلى نتائج عكسيّة، بل يصاحبها فهم عميق لما يجب أن يُفعل كي نبني الأردنّ الجديد.
وأوضح عبيدات قائلًا “وإذ نادينا دومًا بسياسة الشّفافيّة والأبواب المفتوحة مع الطّلبة، فكيف لنا ألّا ندعم النّشاط الحزبيّ والسياسيّ في الجامعات، خاصّة أنّنا بتنا نعيش عصرًا تحولت فيه السّلطة من شكلها العموديّ الهرميّ سابقا، آخذة اتّجاها أفقيّا يتشارك فيه الجميع طرح آرائهم، ولنا في وسائل التّواصل الاجتماعيّ مثال، إذ أعطت كلّ من لا صوت لهم زمام الرّأي والمشاركة والقدرة على إيصاله بسهولة ويسر”.
وفي الطّريق إلى الحلم، دعى عبيدات ألّا “ننسى أنفسنا وثوابتنا الوطنيّة والأخلاقيّة، ودعونا أيضا نحافظ على هويّة الجامعات بوصفها مؤسّسات حياديّة لها كيانها وشخصيّتها الأكاديميّة الخاصّة، عدا عن ذلك، فلا أملك شكًّا في قدرتها على أن تكون الحواضن الأمثل لقيادة العمل السياسيّ في وطننا الحبيب”، إذ يجد نفسه مدفوعا بالتفاؤل وهو يرى القيادات السّياسيّة الحاليّة وقادة المستقبل من أبنائنا وبناتنا.
كما دعى عبيدات الطلبة في هذا المشهد السياسي المليء بالتفاؤل إلى المحافظة على شعلة الأمل، لافتًا إلى أنّ الجامعة وطن صغير، وما الوطن إلّا بيتنا الذي علينا رعايته بكل ما أوتينا من عزم.
بدوره، قال رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب المهندس موسى المعايطة إننا نسعى من خلال هذا الأسبوع السياسي إلى تطبيق التوجيهات الملكية وتوجيهات سمو ولي العهد في تعزيز المشاركة الشبابية والطلابية في صنع القرار، لنبني معا الجيل الوطني الشبابي المؤمن بوطنه وقيادته، المطبق لتشريعاته والمتقبل للآخر، والمتمكن من لغة الحوار والتواصل والتعاون.
وأضاف المعايطة بالقول إنّ الدولة الأردنية حسمت اليوم قرارها بكون الحل في المشاركة، على أن تكون المشاركة فاعلة وقائمة على التعددية وقبول الآخر والمواطنة وسيادة القانون، لتقديم الأردن النموذج الذي نريده جميعا والقائم على مؤسسات الدولة والقانون، والذي ينتهج الديمقراطية نهجًا أساسيًّا في العلاقة بين كافة السلطات ومختلف الفئات الشعبية.
وأوضح المعايطة كذلك أن الهيئة تسعى من خلال هذه الحملات التوعوية إلى تثقيف شبابنا؛ فالمرحلة القادمة تحمل عنوان: العمل الجماعي، ولا مكان للعمل الفردي، مشيرًا إلى أنّ هذا ما حرصنا عليه وهدفنا له عند إقرار مُخرجات لجنة التحديث السياسي التي قدّمت للشباب فرصة ذهبية لتفعيل مشاركتهم السياسية وتمثيلهم في الأحزاب والبرلمان، خاصّةً مع اقتراب صدور نظام تنظيم العمل الحزبي في الجامعات الذي يوفر مساحة آمنة ومنظمة لهم لممارسة الأنشطة الحزبية في الجامعة، مُعلّقًا أمله على الشباب المتعلم المدرك كي يلتقط هذه الإشارة ويعمل بجد لتقديم النموذج الإيجابي للجيل الذي يليه.
من جهته، أكد عميد شؤون الطلبة في الجامعة الأردنية الدكتور إسماعيل الزيود أنه في ظل هذا التحول المهم والكبير الذي يشهده الأردن، لا بدّ من البحث عن الشمولية بعيدًا عن فردية المصالح، مع إطلاق الحرية الحزبية والارتقاء بدور الشباب، لا سيما في الجامعات الأردنية، لتسير على أرضية ثابتة جنبا إلى جنب مع العملية التعليمية بما لا يمس استقرارها وسيرورتها في أروقة صروحنا التعليمية، لافتًا إلى أنّ الشباب هم قادة المستقبل وعليهم وبهم ينعقد الأمل.
هذا وتتضمّن انطلاقة الأسبوع السياسي بِدءًا من اليوم، وضعَ ركن للتعريف بقانون الانتخاب وقانون الأحزاب وتوزيع مطويّات في مواقع عديدة داخل الحرم الجامعي لمدة خمسة أيام، إضافة إلى نقاشات معمّقة في السّياقات والتوجهات التي ينتهجها أردننا الحديث في مئويته الثانية، ليمتدّ العمل بعد ذلك إلى مختلف الجامعات الرسمية.