الأحد:20-11-2022-برعاية رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات، عقدت المدرسة الوطنية الأرثوذكسية مؤتمرها الرياضي الثاني بعنوان “الرياضة وأهداف التنمية المستدامة”، بالشراكة مع برنامج الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) المعروف بـ”الرياضة من أجل التنمية”، وبالتعاون مع كلية علوم الرياضة في الجامعة الأردنية، وحضور عدد من المدارس الحكومية والخاصة، وذلك بهدف مشاركة أفضل الممارسات في دمج أهداف التنمية المستدامة في فلسفة الرياضة وتدريسها.
وفي كلمته، قال عبيدات إنّ هذا المؤتمر مهم لتأكيد التكامل بين الأدوار التعليمية بين المدارس والجامعات من جهة، وبين التعليم والرياضة من جهة أخرى، ولربط الرياضة بالتنمية، وعدم التعامل معها بوصفها فعلاً جسديًّا تنافسيًّا وحسب، مشيرًا إلى وجوب إدخالها في المجال الاجتماعي، حتى تتسامى وتصبح فعلًا نبيلًا، يروم الإدماج الاجتماعي، ونبذ التفرقة، ولتصير نشاطًا في متناول الجميع، بمعزل عن السن أو الجنس أو الانتماء، مستشهدًا في ذلك باستضافة دولة قطر الشقيقة لمونديال كأس العالم، حيث تلتقي الشعوب على أرضها من آسيا شرقًا وحتى أمريكا الجنوبية غربًا، بلا فارق بينهم إلا في لون الشعار.
وأكد عبيدات أن كل فرد ومؤسسة في هذا البلد، يسعون إلى السير صوب وجهة واحدة، فالغاية هي الوصول إلى مجتمع السلم حيث لا يُهمّش أحد فيه، وتحقيق العدالة لتنهض المؤسسات على اختلافها بوظائفها، بشفافية لا تمنع المواطنين من ملاحظتها والتعليق عليها.
وشدّد عبيدات على أن اسم الأرثوذكسية منقوش في تاريخ الرياضة، وأنّ فضلها على الرياضة الأردنية سيظل باقيًا، حيث ترعرع في جنباتها عديد من أبناء الوطن، وخرّجت أجيالًا رفعوا اسم البلاد عاليًا، مؤكّدًا على أن سعي الأرثوذكسية سيؤتي أكله، وأنّه يراه في وجوه طلبتها، متمنيًا في الوقت ذاته على المدرسة أن تبادر بإعادة النظر في طرائق تدريس اللغة العربية واللغة الإنجليزية لمساعدة الجامعات على تحصين الطلبة من ضعف محتمل بات ملحوظًا في هاتين اللغتين.
وأضاف أن الجامعة الأردنية تدرك أن الرياضة حياة، وأنها لا تنفصم عن الهوية التعليمية، لافتًا إلى الجهود الحثيثة لكلية علوم الرياضة، وإنجازاتها في المحافل الرياضية الدولية، ودورها في بناء الشخصية الأردنية الصلبة في الرياضة كما في التعليم والحياة.
وبيّن أنّ الجامعة الأردنية أخذت على عاتقها العمل على عقد جديد مع المجتمع الأردني، بتخريج الطالب ليكون إنسانًا قويًّا، وقادرًا على صنع الرفاه لأهله ووطنه، يعيش مع الآخرين دون النظر إلى لونهم أو معتقدهم ويؤمن بحرية الشعوب.
وفي نهاية كلمته، شكر عبيدات المدرسة الوطنية الأرثوذكسية، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي، والحضور من معلمين وطلبة، على إقامة هذا المؤتمر، متمنّيًا أن تظلّ راية الرياضة حاضرة بقوة في الأردن، في ظل القيادة الهاشمية راعية الرياضة الأولى.
بدورها، شكرت مديرة المدرسة الوطنية الأرثوذكسية مي القسوس رئيس الجامعة الأردنية على رعايته للمؤتمر، وقالت إنّ الأردنيّة طالما كانت جزءًا من المؤتمرات المستمرّة التي بدأتها المدرسة لتبادل المعلومات والممارسات الفُضلى والخبرات الثريّة.
وأوجز مستشار برنامج “الرياضة من أجل التنمية” في الوكالة الألمانية للتعاون الدولي أورليش كلار عملَ البرنامج، بينما قال منسق الأنشطة الرياضية في المدرسة الوطنية الأرثوذكسية داهود دبابنة إنّ المؤتمر يضم جلسات لعدد من الأنشطة النظرية والعلمية، يجري خلالها تشارك المعرفة على كافّة الصّعد الممكنة.
وتناول المؤتمر في جلسته الأولى موضوعات تشمل دمجَ أهداف التنمية المستدامة في فلسفة تعليم الرياضة، من خلال عرض لأحد المشاركين من المدرسة الوطنية الأرثوذكسية في ورشة للوكالة الألمانية للتعاون الدولي، أما الجلسة الثانية، التي أدارتها الدكتورة ختام آي وحاضر بها من كلية علوم الرياضة في الجامعة الأردنية كُلٌّ من الدكتور رامي حلاوة والدكتور حران الرحامنة، فتمحورت حول دور الرياضة في تحقيق الهدف 16 من أهداف التنمية المستدامة وإقامة مجتمعات مُسالمة لا يُهمّش فيها أحد، بينما خُصّصت الجلسة الثالثة والأخيرة، والتي أدارها عميد كلية الرياضة في الجامعة الأردنية الدكتور وليد الرحاحلة، للتّوصيات حول التحديات التي يجب أن تُعالجها مؤتمرات المدرسة الوطنية الأرثوذكسية السنوية.
وفي ختام المؤتمر، كرّم عبيدات المشاركين في المؤتمر كما تسلّم درع المدرسة تقديرا على رعايته له.