الاربعاء: 18/1/2023 – توج نادي برشلونة أخيرا بلقب جديد بعد غياب دام 638 يوما، بعد فوزه بنهائي كأس السوبر الإسباني على حساب ريال مدريد 1-3 بالرياض، ليعد اللقب هو الأول في حقبة ما بعد رحيل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي.
وكان اللقب الأخير للفريق الكاتالوني تحقق قبل رحيل “البرغوث” عن صفوفه في صيف 2021 صوب باريس سان جيرمان الفرنسي، حينما توج بلقب كأس الملك على حساب أتلتيك بلباو في ملعب “لا كارتوخا” بانتصار كبير 4-0، سجل فيه ميسي ثنائية.
وبعد فوزهم بالكأس، أراد كل لاعب تقريبا من الفريق، وبالأخص اللاعبين الأصغر سنا، التقاط الصور التذكارية معه لتخليد اللحظة.
فهذه اللحظة لم يشهدها أي لاعب بالبرسا منذ رحيل أسطورته السابق وهدافه التاريخي، وتعين على الفريق الانتظار لنحو 21 شهرا من أجل الاحتفال مرة أخرى بأحد الكؤوس ووضع ميدالية على أعناق لاعبيه.
واحتاج برشلونة لإعادة بناء هيكله بالكامل تقريبا، بدون رمزه الأكبر ميسي ووسط مشكلات مالية.
فهناك 15 لاعبا بالفريق توجوا بلقبهم الأول مع برشلونة، وهو رقم يعكس عملية التغيير والصعوبات التي عاشها النادي الذي يرأسه الآن جوان لابورتا.
وهؤلاء اللاعبون هم: أرناو تيناس، أليكس بالدي، بابلو توري- الذين لا يظهرون على موقع النادي كلاعبين من الفريق الأول بل من الرديف – ولكنهم دخلوا قائمة الفريق لكأس السوبر الإسباني، إضافة لأندرياس كريستنسن، ماركوس ألونسو، هيكتور بييرين، إريك جارسيا، جول كوندي، جافي، فرانك كيسي، بابلو توري، فيران توريس، روبرت ليفاندوفسكي، رافينيا وممفيس ديباي.
وهذا يعني أن ثمانية لاعبين فقط من تشكيلة برشلونة كانوا حاضرين في اللقب الأخير للبرسا في حضرة ميسي.
وانتهى أخيرا هذا الصيام عن الألقاب للبرسا، الذي حقق لقبه الـ14 لكأس السوبر والأول له في شكله الجديد المكون من أربعة أندية، في رابع نسخة له.
وحرم برشلونة غريمه التقليدي ريال مدريد من معادلة الرقم القياسي في كأس السوبر المحلي ليظل رقمه عند 12 لقبا، كما يعد اللقب هو الأول للفريق في غياب ميسي منذ أن توج البرسا بلقب الليجا في 14 آيار (مايو) من العام 2005.
وكان لاعب وسط برشلونة الواعد بابلو جافيرا “جافي” أظهر موهبته بالفعل وتألق أكثر من مرة بقميص الفريق الكتالوني، لكنه أثبت مساء الأحد في الرياض، أنه لاعب استثنائي بعد الأداء الذي قدمه أمام ريال مدريد في نهائي كأس السوبر الإسباني، حيث شارك بشكل مباشر في الأهداف الثلاثة.
وسجل صاحب الـ18 عاما، الذي اختير رجل المباراة، الهدف الأول لبرشلونة في الدقيقة 33، ثم تكفل بصناعة الهدفين الثاني والثالث للبولندي روبرت ليفاندوفسكي وبيدرو جونزاليس “بيدري” في الدقيقتين 45 و69 على الترتيب، ليتوج في الرياض “أسطورة جديدة” للبلاوجرانا.
وخطف لاعب الوسط، الفائز بالكرة الذهبية في العام 2022 كأفضل لاعب صاعد، الأنظار من الجميع أمام عمالقة يلعبون في المركز نفسه بريال مدريد مثل الكرواتي لوكا مودريتش والألماني توني كروس.
وقال مدرب برشلونة تشافي هيرنانديز عن جافي: “إنني مذهول.. إنه يبهرنا جميعا عندما ينافس، إنه يتمتع بروح حماسية تنتقل سريعا لكل الفريق”.
وتعد كأس السوبر هذه أول لقب يتوج به لاعب الوسط الشاب كلاعب محترف في برشلونة، حيث كان آخر لقب فاز به البرسا هو كأس ملك إسبانيا عن الموسم 2020-2021، وكان جافي وقتها لاعبا بفريق الناشئين لم يخض سوى دقائق لعب قليلة، لكن في صيف العام 2021 تغير كل شيء حيث أصبحت جماهير برشلونة على موعد مع أحد أكبر مواهب كرة القدم الإسبانية.
والحقيقة هي أن جافي تحول خلال أشهر قليلة إلى رمز لمشجعي البرسا، ولا سيما الشباب منهم، حتى أن ملك إسبانيا فيليبي السادس طلب منه التوقيع على قميص لواحدة من ابنتيه الشابتين، أثناء مشاركته في مونديال قطر 2022 مع منتخب إسبانيا.-(إفي)