الاربعاء: 18/1/2023 – تشتهر منطقة كومبليكسو دي أليماو، المتاخمة لشمال مدينة ريو دي جانيرو بأنها واحدة من أخطر المناطق في البرازيل، من حيث العيش بها، فالجريمة مستمرة، وتعتبر المنطقة مرتعا للعصابات الإجرامية.
كما تعاني المنطقة من نقص الخدمات وانتشار الفقر بين السكان، كما تشهد المناطق المحيطة بهذا التجمع السكاني الضخم اشتباكات متكررة بين الشرطة وتجار المخدرات، كما أن نسبة الحمل المبكر للفتيات المراهقات مرتفعة، ما يجبرهن ويجبر العديد من الأهالي على ترك المدرسة مبكرا من أجل التمكن من كسب لقمة العيش، بحسب تحقيق أجرته الإذاعة الألمانية WDR3.
في هذا المكان الخطر ولدت مبادرة من أجل حث السكان على التمسك بالأمل ومن أجل توفير فرص عمل للعديد من الشباب والشابات المشتركين.
تم افتتاح مدرسة باليه من أجل تعليم الفتيات والفتيان الرقص، وحثهم على اشغال أوقاتهم في أمور أخرى لا تعرض حياتهم للخطر.
كما تشارك المدرسة وبعض المهتمين بتمويل حزم الطعام للمحتاجين من أعضاء مدرسة الرقص الذين لا يملك آباؤهم سوى وسائل محدودة لدعم الأسرة. بالإضافة إلى عدد كبير من الأطعمة الأساسية.
قصة الطفلة صوفي
أتمت صوفي التاسعة من عمرها، ويتم الاحتفال بعيد مولدها في المدرسة، شعرها الأسود مربوط بأحكام بينما وقفت بالقرب منها مؤسسة وصاحبة هذه الفكرة إلين سيرا، حيث أمضت السيدة البرازيلية 12 عاما وهي تنشر مبادرتها لتعلم الرقص في الأحياء الفقيرة المهملة، وتقول سيرا: „نحن مثل عائلة هنا، نحن مثل التروس في الساعة – ويجب أن تكون حركتنا مكملة لبعضها البعض”.
تساعد سيرا وفريقها الأطفال والشباب على الهروب من قلة الفرص في هذه النقطة الاجتماعية الساخنة لسنوات. في مدرسة الرقص يتعلم الأطفال والشباب بالفعل كيفية خلق الشجاعة والأمل وتحسين ظروفهم المعيشية في مجتمع الفن والثقافة. كما تخلق الرحلات والعروض المنتظمة في المنطقة آفاقًا جديدة وتوفر فرصة للهروب من ظروف البيئة الصعبة.
لقد غير الدعم والتماسك في المشروع حياة الكثيرين هنا مثل غراسيلينا مانو التي عاشت حياتها في الأحياء الفقيرة، لقد كانت قد أتمت لتوها الثالثة من عمرها عندما انتحر والدها، ما اضطر والدتها إلى الغياب لفترات طويلة عنها من أجل العمل وكسب بعض المال.
وحتى يومنا هذا تفتقده، لكن الباليه دعمتها. رقص الباليه هو حلمها، هو كل شيء في حياتها”، كما قالت لموقع الإذاعة الألمانية WDR 3.
وقالت “الآن لدي أب آخر، جيلسون، هو أب رائع. أعطاني هاتفا خلويا. لكن والدتي أخذته مني بسبب عملها. أحب رقص الباليه هنا في المشروع. حلمي هو أن أصبح راقصة باليه محترفة”.
من المعاناة والألم ولدت الفكرة
المشروع بأكمله، قصة النجاح العظيمة هذه، ولدت من ألم كبير، كما تقول المؤسسة إلين سيرا: “قصتي مع مشروع الرقص هي أيضا قصة مأساوية.
عندما كنت طفلة، كنت ضحية الاعتداء الجنسي على الأطفال. لقد حملت في وقت مبكر جدا، وأصبحت أما في سن 17 وكنت ضحية للعنف المنزلي. كان الأمر سيئا للغاية ولم أكن أريد أن يمر الأطفال الآخرون بشيء من هذا القبيل “.
هذا أدى إلى فكرة مدرسة الباليه. مدرسة يتم فيها إعطاءالأطفال وأسرهم التوجيه والاستقرار من خلال المودة والتعليم والثقافة.
بدأت إلين سيرا وصديقة لها فيدا تسار مع 14 طفلا. ومع استمرار المشروع لسنوات طويلة استفاد حوالي 3000 الاف طفل من الدعم الذي توفره المدرسة.
تخرج أكثر من 90 بالمئة من المشاركين بالمدرسة، وتمكنوا من شق فرص عمل لهم في أماكن أخرى، ساعدتهم على الهروب من الفقر. -DW