الاحد: 29/1/2023 – منذ اللحظة التي صدر فيها قرار حكومي بوقف تطبيق “التيك توك”، اتجه عدد من المشاهير وصناع المحتوى بأشكاله المختلفة إلى منصات وتطبيقات أخرى للحفاظ قدر الإمكان على عدد المتابعين. غير أن هذا الأمر كان صعبا، خصوصا ممن يملكون ملايين المتابعين وصعوبة الاحتفاظ بهذه الأعداد على منصات أخرى وتعويض أرقام المشاهدات العالية.
“إغلاق مؤقت طالت مدته”؛ هذا ما يشعر به مؤثرو ومشاهير منصة “التيك توك” فقد كان لهذا الإغلاق تأثيره الكبير على نشاطهم لتكون الهجرة إلى منصات أخرى “قرارا” لإلغاء الغياب والاستمرار بالتفاعل مع رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
عدد من المشاهير افتقدوا ملايين المتابعين مما دفعهم ليبحثوا عن بدائل أخرى على منصات مختلفة مع وجود احتمالية أن يتأخر قرار عودة منصة “التيك توك” للعمل في الأردن.
وتحدثت لينا المعاني صانعة المحتوى على منصة “التيك توك” المختص بالتجميل والموضة بعدد متابعين يصل لـ 247 ألفا عن الأثر الكبير الذي وقع عليها بسبب هذا الإغلاق، إذ أنها المنصة التي مكنتها وغيرها من الظهور بشكل أسرع من أي منصات أخرى، فالخوارزمية الخاصة به أسهل بكثير عن باقي التطبيقات.
وتؤكد بذلك أن إغلاقه أثر على جميع صانعي المحتوى، خصوصا وأن “التيك توك “تطبيق عالمي وأكثر المتابعين لها ولغيرها من صناع المحتوى من مختلف دول العالم. تقول “حتى ونحن نشطاء على مواقع التواصل الأخرى لا نشعر أننا نصل إلى كمية المستخدمين الذين كنا نصل لهم على منصة التيك توك”.
ولم تلمس المعاني زياد المتابعين في حسابها على الانستغرام أو سناب شات، ولكن أصبحت تتفاعل بشكل أكبر وكان هذا الأمر للمحافظة على المتابعين وكمية النجاح الذي حققته من خلال “التيك توك” ولكي لا يذهب الجهد الذي بذلته.
بطل الأردن في كمال الأجسام والمؤثر في وسائل التواصل الاجتماعي تامر بسيسو الذي يصل عدد متابعيه إلى 2.3 مليون على منصة التيك توك ويقدم من خلالها قصصا وحكايات من الأردن خاصة من منطقة العقبة، يبين أنه لم يتأثر شخصيا بشكل كبير بسبب الإغلاق، لكن كثيرا من الأشخاص الجيدين الذين لهم أثر كبير في خدمة الأماكن السياحية والترويج لها، تضرروا كثيرا.
ويقول هنالك فيديوهات نشرها وصلت لـ 700 مليون مشاهدة وأكثر من 31 مليون إعجاب، منوها أن جميع المواقع الإلكترونية لها جانبها الإيجابي والسلبي، لهذا فإن الاستخدام الصحيح يعود للشخص الذي يستخدم البرنامج.
ويذكر بسيسو أن عدد المتابعين لديه على منصة الانستغرام زاد بعد إغلاق “التيك توك “بنحو 100 ألف متابع وبالرغم من ذلك فهو مستمر باستخدام المنصة من خلال تطبيقات تسمح بتصفحها والمقاطع التي ينشرها جميعها تلقى رواجا وإقبالا ولكن بشكل أقل من السابق.
ويقول “لقد تضررنا مع إغلاق التيك توك لكن سنستمر باستخدام الانستغرام والفيسبوك”.
بينما عبد الله رشيد صانع المحتوى التعليمي بعدد متابعين يصل 1.4 مليون متابع لم يكن الضرر كبيرا عليه لأن متابعيه من خارج الأردن وهو كذلك مستمر بنشاطه على منصة اليوتيوب التي يصل فيها عدد المشتركين لـ 300 ألف وينشر ذات المحتوى الذي كان يقدمه على التيك توك.
ويبين رشيد أن النمو أسرع من خلال منصة التيك توك وهنالك فرق كبير بينه وبين باقي التطبيقات، مؤكدا بذلك أنه سوف “يهاجر” لليوتيوب في حال استمرار الإغلاق.
الخبير في مجال التقنية وأمن المعلومات محمد مقدادي يبين أنه عند التحدث عن صناع المحتوى على منصة “التيك توك” بالتحديد فهم يحصلون على مردود مالي منه وليست مبالغ بسيطة بل عشرات الآلاف لذلك بالتأكيد مع إغلاقه تأثروا سلبيا، والمبالغ التي سوف يحصلون عليها من المنصات الأخرى أقل بكثير.
ويوضح مقدادي أن “التيك توك” من أكثر المنصات التي تقدم مردردا ماليا على المحتوى، إذ هنالك اتفاقيات بينها وبين صناع المحتوى وتقدم أرباحا مالية لهم، مشيرا إلى أن سرعة الانتشار في تطبيق التيك توك كبيرة والخوارزمية الخاصة به مختلفة عن غيره، واذ لم يستطع صانع المحتوى إبرام عقود من الانستغرام أو غيره من التطبيقات لن يستطيع الحصول على ذات الدخل الذي كان يحصل عليه من “التيك توك” لذلك فالأكثر تضرروا ماديا.
ويشير مقدادي إلى أن صناع المحتوى ينقسمون لأكثر من قسم هنالك من يستخدمه لتسويق عمله، وآخرون يقومون بصناعة محتوى ترفيهي أو كوميدي أو علمي، وينال اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وقسم آخر يقدم محتوى “فارغا” فقط ليرفه عن نفسه والذي تأثر هم جزئية الأشخاص الذين يقدمون محتوى لغرض التسويق “تسويق رقمي”، لذا من الطبيعي أن يتضرروا ويتجهوا لمنصات سواء الانستغرام أو غيرها من التطبيقات وهذا بالنسبة لهم وكأنهم بدأوا من جديد وعادوا لنقطة البداية.
ويشير مقدادي إلى أن خوارزمية الانستغرام وغيره من التطبيقات تختلف عن “التيك توك” لهذا سوف يأخذ معهم ضعف الوقت إن لم يكن أكثر للعودة، فالفجوة كبيرة بين أعداد المتابعين في منصة التيك توك مقارنة بمنصات أخرى، مؤكدا بذلك أن هذه الهجرة صحيحة وخيارهم الأفضل فلا يوجد مكان آخر يذهبون له بعد إغلاق “التيك توك”.
ويبين مقدادي أن البدائل التي سوف يجدها صانع المحتوى على المنصات الأخرى لن تعوض عن “التيك توك” وهذا صعب جدا لأن سرعة انتشاره مقارنة بغيره من التطبيقات قد تصل إلى 10 أضعاف بتقديره ويقول “نتحدث هنا عن شخص يجب أن يعمل باليوم 10 أضعاف المدة الزمنية التي كان يأخذها على التيك توك والنتائج التي سيحصل عليها منخفضة ليبذل بذلك جهدا مضاعفا كذلك”.
ووفق قوله، فإن صانع المحتوى الآن هو يحاول التعويض عبر باقي التطبيقات الأخرى، كمنصات بديلة لفترة محددة، فهو متأمل أن يعود “التيك توك” من جديد.
ويختتم مقدادي حديثه بأن التيك توك ليس عليه قيود بالمحتوى المقدم عليه وكذلك ليس هنالك قيود مشابهة لما هي على منصة انستغرام أو سناب شات أو غيرها من التطبيقات لذلك الفرد في منطقته هو “حر” بما يصنع من محتوى ويجعل الآخرين يشاهدونه.
وقد كشفت إحصاءات عالمية حديثة أن عدد حسابات الأردنيين من مستخدمي الهواتف الذكية على تطبيق “التيك توك” يقدر بأكثر من 4.4 مليون حساب، وهو رقم لأول مرة يرصد الاستخدام والتواجد للأردنيين على التطبيق الذي يثير جدلا واسعاً بتوسعه وانتشاره الكبير وطبيعة المحتوى المتداول عليه. إلى ذلك، أكدت الإحصاءات العالمية أن عدد حسابات الأردنيين على “التيك توك” أصبحت تشكل حوالي 52 بالمائة من إجمالي عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة والمقدر بحوالي ثمانية ملايين ونصف المليون مستخدم.
كما ذكرت الأرقام العالمية أن نسبة مستخدمي تطبيق تيك توك حول العالم تبلغ حوالي 13 % من سكان العالم ممن أعمارهم 13 سنة فما فوق، حيث استطاع التطبيق منذ انطلاقته قبل أربع سنوات أن يستقطب اهتمام الصغار والشباب للمزايا التي يوفرها والمحتوى الذي يقدمه.