الاثنين: ٣٠/١/٢٠٢٣ –
أظهرت مجمل نشاطات جلالة الملك عبدالله الثاني، ولقاءاته المحلية و العربية والإقليمية والدولية وجولاته ومشاركاته في القمم المتعددة على المستويين العربي والدولي خلال العام الماضي من عمره المديد مواصلة جلالته، بعزيمة لا تلين، وهمة عالية، وإرادة قوية مستمدة من ثقة الأردنيين بقيادتهم، مسيرة العطاء والبناء والتنمية لاستكمال بناء الأردن الحديث، وتوفير فرص الحياة الكريمة لمواطنيه في مناخ من الحرية والأمن والازدهار.
وتظهر زيارات جلالته الداخلية والخارجية ولقاءاته مع قادة وصناع القرار في مختلف أنحاء العالم، أن الأردن اصبح بقيادته الهاشمية وبما تمتلكه هذه القيادة من إرثٍ تاريخي وشرعية دينية وسياسية، لاعبا أساسيا، وله دور فاعل في مجملِ القضايا الإقليمية والدولية، حتى أصبح ينظر لذلك الدور كركيزة لا غنى عنها في الكثير من القضايا الإقليميةِ والدوليةِ، وقد احتضنت عمان خلال العام الماضي العديد من المؤتمرات واللقاءات وكانت محجا للعديد من القيادات العالمية المؤثرة، من رؤساء دول ورؤساء حكومات وبرلمانيين ومنظمات دولية فاعلة وغيرها، تحرص على الاستماع إلى وجهة نظر جلالته ومشورته.
وتستند السياسة الخارجية الأردنية بقيادة جلالته وما يصدر عنها من مواقف وأفعال إلى مبادئ التعقل والحكمة والتوازن وعدم التدخل في شؤون الغير عكستها مواقف جلالة الملك وأفعاله وأقواله، والتي اتسمت على على الدوام، باستشراف المستقبل والتحذير من الأزمات الإقليمية والعالمية وتداخلاتها وانعكاساتها على دول العالم وخاصة النامية، والمتمثلة في العنف والتطرف وانتشار خطاب الكراهية، والكساد الاقتصادي، وانعدام الأمن الغذائي.
وتضع المواقف الملكية ضمن أولى أولوياتها، إلى جانب تحقيق مصالح الدولة الأردنية والدفاع عنها، مناصرة القضايا العربية العادلة، وعلى رأس هذه الأولويات الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية؛ استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ولا يكاد يخلو لقاء أو خطاب لجلالة الملك من تذكير العالم بمعاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وما يتعرض له من سياسات تهويدية، تهدد أمنه واستقراره وحياته، وتأثير ذلك على استقرار وأمن العالم الذي اكد جلالته أن المنطقة والعالم لن تنعما بالأمن والاستقرار دون إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وإحقاق الحق للشعب الفلسطيني.
كما جاءت مشاركات جلالة الملك في القمم والمؤتمرات العربية في عام 2022، واللقاءات التشاورية، وزيارات جلالته للعديد من العواصم العربية ولقاءاته المستمرة مع الزعماء والقادة العرب، في إطار حرص ملكي على أهمية العمل العربي المشترك، والتعاون والتنسيق بين الأشقاء العرب في شؤون المنطقة وقضاياها، والسعي نحو التكامل العربي في مختلف المجالات، وترجمة هذا التكامل في شراكات حقيقية في المنطقة، وجذب الاستثمارات الخارجية للمملكة وبما يحقق المصالح الوطنية العليا.
وتشير مواقف جلالة الملك عبدالله الثاني، الثابتة والداعمة والمساندة للأشقاء الفلسطينيين، إلى أن مصلحة الأشقاء الفلسطينيين وحقوقهم الشرعية حاضرة بقوة وعلى سلم أولويات السياسية الأردنية وفي كل المحافل الدولية، وخلال مشاركات جلالة الملك في المنابر والمناسبات الدولية، واللقاءات الثنائية حيث لا يدع جلالته مناسبة إلا ويعيد التأكيد على محورية القضية الفلسطينية ودورها في السلام الإقليمي والدولي، مؤكدا أنه لا استقرار ولا سلام إلا بإقامة الدولة الفلسطينية.