الثلاثاء: ٣١/١/٢٠٢٣ – واصلت الجامعة الأردنية، ممثلة بنخبة من أعضاء هيئتها التدريسية، مشاركتها في الندوات المُدرجة على جدول أعمال وفعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، وذلك ضمن مشاركة الأردن ضيفَ شرفٍ على المعرض.
وفي ورقة له، تحدث الدكتور محمد السعودي من كلية الآداب ضمن جلسة بعنوان “بين طه حسين وناصر الدين الأسد”، عن منهج ناصر الدين الأسد التحليلي الاستقصائي، وعن ردّه على طه حسين في كتابه “مصادر الشعر الجاهلي”، الذي وصفه بالجميل والعقلاني المُتّكَأ فيه على الأدلّة بعيدًا عن العاطفة، مؤكّدًا في هذا الصدد عدم وجود صراع شخصيٍّ بين القامتين كما أُشيع بين النّاس.
ولفت السعودي كذلك إلى أنّ الأسد قد قدّم أدلة علمية وأعلى من لغة العقل، ودفع التلاميذ والناس إلى الاجتهاد؛ حيث ضرب المثل بنفسه في ردِّه على أستاذه وعميد اللغة العربيّة الكبير طه حسين.
وعقب انتهائه، وفي الجلسة ذاتها، أشار أستاذ اللغة العربيّة في كليّة الآداب الدكتور عمر الفجّاوي، إلى أنّ حديثه منصبّ على العلاقة بين طه حسين وناصر الدين الأسد، منطلقًا من أنّ بين هذين الرجلين اختلافا يصل حد الاتفاق، واتفاقا يصل حد الاختلاف؛ فطه حسين كان رجلًا أنِفًا وذا نفس شمّاء أبية، والأمر كذلك منطبق على الأسد، لافتًا في هذا الصّدد إلى الاستقالة التي قدّمها طه حسين مرّتين، الأولى من عمادة كلية الآداب في الجامعة المصريّة، والثانية من وزارة المعارف جرّاء غضبه من بعض القرارات السياسيّة.
وجاء الفجاوي أيضًا على ذكر المُشترَك اللغوي بين العَلَميْن، إذ كلاهما لجأ إلى لغة فصيحة فصاحة عالية موغلة في المعجمية استطاعا أن يوظّفاها في سياقاتها الدقيقة، كما لفت إلى مشترك آخر بينهما، إذ عُرف عن طه حسين، وبكلماته، أنّه كان “غاضبًا ومُغضبًا وساخطًا ومُسخطًا”، وكذا كان يحاول الأسد، مع فارقٍ يتمثّل في أنّه سعى أن يأنس به من حوله من النّاس، الأمر الذي نجح فيه أيّما نجاحٍ، إذ كان يسهل معرفة متى يغضب الأخير، لكنّه لم ينزِل قطّ في قولِه إلى حدّ السخط، حيث كان غضبه مُقنّنًا وكريمًا.