منوعات

الجريسات: الأغنية المخاطبة لوجدان الناس تكسب الرهان والديمومة

الاحد: ٥/٢/٢٠٢٣ – اتخذ الفنان الأردني المغترب باسل الجريسات، من الأغنية التراثية والطربية طريقاً لإبراز إبداعه في الغناء والعزف على آلة العود على مدى مسيرته الفنية التي أمضاها في إحياء الحفلات في عدد من الولايات في أميركا، بمشاركة عازف “الكمنجة” الأردني انطون شمعون، وعازف آلة العود الأردني سامي الخوري، إلى أن عاد إلى موطنه الأردن، وحط الرحال في مدينة الفحيص.
وواصل الجريسات مسيرته الفنية بإحيائه العديد من الحفلات الخاصة، إلى جانب مشاركته الفعالة في مهرجان جرش والفحيص وتفرده في إجادة عزف التقاسيم الرائعة والغناء العربي الذي أبهر المستمع المحب للطرب الأصيل.
ورسخت جذور الجريسات، كفنان في تقديم العديد من أغنيات التراث والفلكلور الأردني وبلاد الشام التي صدح بها في معظم الحفلات التي أحياها في أميركا، ليقرر انطلاقة جديدة خاصة به.
لم يغب الشوق والحنين للوطن والأهل بوصلات الفنان الغنائية، وتجلت بعمق في إحساسه المرهف المليء بالصدق.
يستمع الجريسات إلى موسيقا الشعوب، ويقدر ويعشق الفن الأصيل، والألحان تسحره وترتقي بروحه، وبات يردد الأغنيات بشغف وفرح كبيرين، ويحترم ويقدر الفنانين ويشجع المواهب الصاعدة. مؤكداً أن الغربة صعبة وقاسية على فنان مرهف الحس يربطه الحنين لوطنه بترابه وهوائه وأهله.
وعشق الجريسات وأتقن الألوان الغنائية (اللبنانية والسورية والمصرية) وأبدع فيها، ما منحه فرصة النجاح بتقديم هذه الألوان الغنائية بأدائه المقنع أمام الجمهور المحب للطرب الأصيل.
ويؤكد في حديثه لـ “الغد”، أنه ابن بيئته الأردنية، ويعكس مشاعره وأحاسيسه، فيما يقدمه من أغنيات تظهر فيها تلك المشاعر والأحاسيس بما أنها حقيقية ليست مصطنعة، وذلك يؤدي إلى تفاعل الجمهور مع تلك الأغنيات، مشيراً إلى أنه مهما تغرب عن وطنه فهو ابن هذا الموطن الذي يعتز بالانتماء إليه، وهذا أيضاً ما يجعله كثير البحث والقلق لانتقاء أعماله الغنائية التي يحاول جاهداً فيها الارتقاء بالذوق الفني.
وأشار صاحب أغنية “تسلملي هالضحكة” إلى حرصه على أن تكون الأغنية محترمة بكل المقاييس، وتتضمن فكرة تخاطب وجدان الناس، وهي بالتالي تكسب الرهان والديمومة، بحسب وجهة نظره، مؤكداً أن لكل مطرب ذوقا خاصاً، الأمر الذي يدفع إلى مزيد من الحرص والإجادة في سبيل إسعاد الجمهور، فالمنافسة الشريفة بين المطربين تنصب في مصلحة الطرب، وتسهم أكثر في أن يطور المطرب أداءه من أغنية إلى أخرى وابتكار سمة تميز جديدة ينفرد بها عن غيره من المطربين.
كما يؤكد أهمية توظيف التراث الغنائي الأردني للنهوض بالمستوى الذي يحقق انتشارها من خلال مشاركاته في إحياء الحفلات داخل الوطن وخارجه، مشيراً إلى أن مهمته غناء ما يدخل القلب دون استئذان، ليبقى عالقا في أذهان الناس.
ويبين صاحب الأغنية الوطنية، “بين ربوعك” وأغنية “سيد الرجال”، أهمية الأغنية الوطنية لما تحمله من رسالة عميقة تؤدى بأمانة وإخلاص للتعبير عن الولاء والانتماء للوطن وقيادته، بحسب قوله: “إن الأعمال الفنية الوطنية الهادفة ترسخ مفهوم الولاء والانتماء للوطن، وتظل محفورة في ذاكرة الناس، وتتداولها وتسمعها أجيال متعاقبة، وتؤدي إلى دعم الشعور بالانتماء والولاء للوطن وترسيخ المكانة الرائدة والصورة المشرقة لبلدنا، إضافة إلى التعبير عن مظاهر التلاحم بين أبناء الوطن الواحد”.
ويقول الجريسات: “إن تعلم وامتهان الغناء والموسيقا غير حياته وطباعه للأجمل وتحول إلى إنسان آخر بفضل هذا العالم وبفضل كل من آمن بموهبته، فقد أخذته الموسيقا والغناء لعوالم سحرية فهذبت نفسه وارتقت بروحه، معتبراً أن الغناء والموسيقا أمر مهم في حياته، وهو يشجع الأهالي ليعلموا أولادهم الموسيقا والفنون على أنواعها لتقوي شخصياتهم وترفع معنوياتهم وتزيد ثقة الأولاد بأنفسهم”.