منوعات

“الانسجام مع الشاي” فعالية صينية تحاكي طقوسا امتدت عبر الأزمان

الاثنين: 29/5/2023 – انطلقت الأيام الثقافية الصينية التي جاءت تحت عنوان (يازي)، ومعناها “الانسجام مع الشاي”، حيث نظمها المركز الثقافي الصيني في الأردن الأربعاء الماضي في جاليري بنك القاهرة عمان واستمرت حتى يوم أمس.

وافتتحت الأميرة دانا فراس وبحضور سفير جمهورية الصين الشعبية تشن تشوان دونغ؛ الأيام الثقافية. وقالت الأميرة: “خلال الفترة (1127-1279) أي في عهد أسرة سونغ الجنوبية، اشترى التجار العرب الشاي من مدينة تشيوانتشو في مقاطعة فوجيان ونقلوه إلى الشرق الأوسط وما وراءه، وذلك لقيمته الطبية في الدرجة الأولى، وفي كل مكان وصل اليه الشاي آنذاك، استوعبت المجتمعات ثقافة الشاي الصينية في الأصل، وبنت طقوسها وتقاليدها الخاصة بها وامتدت هذه الروابط على مر السنين إلى بقية العالم”.

ويقال إن:”الفلاح” شنغ نونغ علم الشعب الصيني منذ 4 إلى 5 آلاف عام تقنية الزراعة بما فيها كيفية الحصاد والاستخدام، منذ ذلك الوقت لعب الشاي دورًا مهمًا في الحياة الشعبية الصينية، حيث عزز من تطور الطب في تلك الأزمان، وأصبح من طقوس وتقاليد الطعام على الطاولة في كل منزل ومكان عمل صيني، من القصور إلى المكتبات ومن المعابد إلى الخيام، وقد شجع الشاي على  بناء روابط التقاليد المشتركة والممارسات عبر المجتمع”.
اليوم وفي الأردن، أصبح الشاي جزءًا يوميًا من حياتنا، فهو يجمع الناس معًا ويقوي الروابط المجتمعية. عندما ترى مجموعة من الناس، فمن المحتمل جدًا أن تكون أكواب الشاي على الطاولة.
ومن جانبه؛ قال السفير الصيني تشن تشوان دونغ: “إنه في العام 2019، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا بتعيين 21 من مايو(أيار) من كل عام يومًا عالميًا للشاي. وفي العام 2022، تمت إعادة إدراج تقنيات معالجة الشاي التقليدية والممارسات الاجتماعية المرتبطة بها في الصين إلى القائمة التمثيلية لليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، مما يجعل ثقافة الشاي الصيني من الأصول المشتركة للبشرية، ويصادف العام الحالي الذكرى “العشرون” لاعتماد اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي”.
وأضاف؛ “على هذه الخلفية تجمعنا في عمان، وهي المدينة الغنية بالتراث الثقافي حيث نلتقي على الشاي ونناقش قضايا الساعة، فالشاي يعطي الحدث معنى خاصًا.. مع القيمة الأساسية للثقافة الصينية ويرتبط  ارتباطًا وثيقًا بالانسجام والوئام بين الناس والطبيعة والتناغم بين الأفراد والمجتمع (يازي )، كما في عنوان الحدث، وهذا يعني اجتماع الأدباء والعلماء في الصين القديمة لإلقاء القصائد، والاستمتاع بالزهور واللوحات والخط، وتذوق الشاي والاستمتاع بالموسيقا”.
وفي وقت سابق من العام الحالي، اقترح الرئيس شي جين بينغ مبادرة الحضارة العالمية، التي تسلط الضوء على احترام التنوع الثقافي، وكان ذلك ردًا على رسالة من مجموعة من الفنانين العرب البارزين، ومن ضمنهم فنانون أردنيون، شاركوا في زيارة “لقاء فنانو طريق الحرير” إلى الصين.
وأشار الرئيس شي حينها إلى أن الثقافة يمكن أن تربط القلوب، وأن الفن يمكن أن يربط العالم، كما كتب أنه من افتتاح طريق الحرير القديم إلى مبادرة الحزام والطريق، امتدت التبادلات بين الحضارات الصينية والعربية عبر آلاف السنين بتقدير متبادل ترك إرث التعلم المتبادل، فكان الشاي سلعة مهمة للغاية على طريق الحرير القديم.
وأطلق هذا الحدث انسجاما مع الشاي، صالون يازي الثقافي، لمنح تجربة غامرة لثقافة الشاي في الصين، بهدف تعزيز التبادل الثقافي، وتعميق صداقة الناس في السعي لتحقيق القيم المشتركة للسلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية.
واستمتع الضيوف بالشاي الصيني والعروض المتنوعة التي يعرضها فريق الفنانين الصينيين من مدينة تشنغدو بمقاطعة سيتشوان الصين بما فيها عرض الإبريق ذو الفم الطويل “ثمانية عشرة حركة من التنين”، إضافة إلى عرض آلة القيثارة الصينية التقليدية “المياه الجارية” ومهارات تغيير الوجوه في أوبرا سيتشوان إضافة إلى عرض للأزياء الصينية التقليدية.
وحضر المناسبة المستشارة الثقافية في السفارة ومديرة المركز الثقافي الصيني في الأردن شي وي، ورولا عواد ممثلة مديرة الاتصال والتعاون الدولي لوزارة الثقافة الأردنية ممثلة عن الوزارة، وعدد من الشخصيات الأردنية ورؤساء البعثات الدبلوماسية العاملين في الأردن، إضافة إلى عدد من الطلاب الصينيين المقيمين في الأردن وطلاب أردنيون ومهتمون.