يصادف يوم غد الحادي عشر من شهر أيار، العيد السبعون لميلاد سمو الأميرة بسمة بنت طلال التي حرصت خلال مسيرة حياتها على تمكين المرأة والمجتمعات المحلية، وتعزيز دور الشباب في تحقيق مسيرة التنمية الشاملة في المجتمع، وتحسين رفاه الأطفال.
فقد كرّست سموها اهتمامها بهذه القضايا، ومتابعة وإعداد وتوجيه البرامج المتنوعة والهادفة من خلال الصندوق الأردني الهاشمي للتنمية البشرية (جهد)، الذي أسسته سموها عام 1977 كواحد من أوائل المنظمات غير الحكومية، وتترأس مجلس أمنائه.
ويعمل الصندوق ضمن أهدافه الرئيسة على المساهمة في مواجهة التحديات التنموية على المستوى الوطني.
ويتميز الصندوق، بمنصته المجتمعية الفريدة المكونة من شبكة المراكز التنموية الـ 51 المنتشرة في جميع مدن وقرى وبوادي المملكة، والتي تعد مراكز للمشاركة المجتمعية مع آلاف الأعضاء من المجتمعات المحلية والمتطوعين. كما تصادف هذا العام الذكرى الثلاثون لحملة البر والإحسان التي أطلقتها سموها عام 1991، وتترأس لجنتها العليا، حيث تستند الحملة التي تستمر طوال العام مع تكثيف جهودها في شهر رمضان، على المبادئ والقيم الإسلامية المرتكزة على التضامن والتكافل، وتقديم البرامج التي من شأنها أن تزود الأفراد والمجتمعات تحت خط الفقر بالخدمات الطبية والمسكن الآمن، والمنح والمساعدات الجامعية، وتقديم الدعم العيني لها.
وحرصت سموها على توجيه برامج الحملة منذ ثلاثين عاما، للاستجابة للعديد من التحديات والحالات الطارئة التي مرت بها المملكة، وكان آخرها جائحة كورونا وما فرضته من ظروف استثنائية طالت تداعياتها الاوضاع الاقتصادية والمعيشية للعديد من الأسر.
وجاء اطلاق مبادرة صندوق البر للأسر المستورة العام الماضي؛ انسجامًا مع الجهود الوطنية بهدف المساعدة في التخفيف من هذه التداعيات وآثارها على الأسر الأكثر تضررًا، حيث تمكن الصندوق من الوصول إلى آلاف الأسر منذ إطلاقه.
وحظيت المرأة الأردنية خلال مسيرة سمو الأميرة بسمة بنت طلال باهتمام كبير، فجاء إنشاء اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة عام 1992، برئاسة سموها للاهتمام بقضايا المرأة وتقدمها اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً، وزيادة وعيها بحقوقها.
وتعمل اللجنة ممثلا ومرجعا وطنيا لمتابعة كل ما يتعلق بقضايا المرأة وسبل الارتقاء بدورها ومكانتها، بالتعاون مع المؤسسات الرسمية والأهلية ومنظمات المجتمع المدني المعنية بقضايا المرأة، والجهات التشريعية المختصة، بهدف مراجعة واقتراح التشريعات الوطنية الداعمة للمرأة وحقوقها، ورفع نسبة مشاركتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وفي حديثها عن انجازات المرأة الاردنية بمناسبة المئوية الأولى للدولة الأردنية، تقول سموها “إن ما وصلت إِليه المرأة الأردنية اليوم، ما هو إِلا نتاج جهود جدات وأمهات، ونساء في مقتبل العمر، لم ولن يذكرهن التاريخ، ولكن الفضل يعود لهن في فتح أبواب كانت مغلقَة، وفي اتخاذ خطوات صغيرة وبسيطة، ولكنها ثابتة أوصلتنا كنساء أُردنيّات إلى ما نحن عليه اليوم….. فما بين معلمة ذهبت لتدرس في قرية وسكنت بعيدًا عن أهلها، وممرضة كسرت الصورة النمطية للمرأة، وشابة تدربت على إِعطاء الحقن الطبية للمساعدة في الخطوط الأمامية، وامرأة أُمية أصرتْ على أنْ تذهب ببناتها إلى المدارس، وعاملة في المزارِع أرادت لابنتها أنْ تكون مالكة لمزرعة، تراكمت تلك الخطوات لتوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم؛ وأمام انجازاتهن هذه نقف بِتواضع”.
وعلى الصعيد الدولي، فسموها سفيرة فخرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي للتنمية البشرية، وسفيرة نوايا حسنة لكل من صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة وصندوق الأمم المتحدة للسكان.
وسموها متزوجة من وليد الكردي، ولها أربعة أبناء، هم فرح المديرة التنفيذية للصندوق الأردني الهاشمي للتنمية البشرية (جهد)، وغازي، وسعد، وزين الشرف، وسبعة أحفاد، هم فاطمة الزهراء، وزين الشرف، وعبد العزيز، وعائشة، وإيمان، وبسمة، وهيا.