الصورة الرئيسية عربي دولي

وزير الخارجية يشارك باجتماع الجامعة العربية لبحث التحرك لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية

شارك نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي اليوم الثلاثاء، في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية في دورته غير العادية على مستوى وزراء الخارجية، والذي عُقد افتراضياً، بدعوة مشتركة من المملكة ودولة فلسطين الشقيقة، لبحث التحرك العربي والدولي لمواجهة الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية في القدس وغزة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتالياً نص كلمة الصفدي:
“بسم الله الرحمن الرحيم”والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي العربي الهاشمي الأمينمعالي الرئيس، الأخ الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية دولة قطر الشقيقة.
معالي الأمين العام أحمد أبو الغيطأصحاب السمو والمعالي الزملاءالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،ها هي القدس، درة المدن، عنوان الصمود، مدينة السلام، ومدينة الثبات، مرة أخرى، تثور ضد الظلم، تنتفض ضد القهر، لتذكر العالم أجمع، أن لا قضية تتقدم عليها، أن لا سلام شاملًا من دون أن تتحرر هي، عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية، التي يجب أن تتجسد حرة مستقلة ذات سيادة على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967.
وقف المقدسيون في وجه الظلم، ثاروا دفاعًا عن حقوقهم في بيوتهم، وفي مقدساتهم، وفي الحياة الحرة الكريمة. والمملكة الأردنية الهاشمية، تقف معهم، بكل إمكاناتها، في مواجهة العدوان وفي حماية الحقوق، وفي الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية وهويتها.
فهذا هو العهد الأردني منذ أن فجر العدوان الصراع، واختلط الدم الأردني والفلسطيني دفاعًا عن القدس وعن كل ثرى فلسطين، وعن حقوق الفلسطينيين في الحرية، والاستقلال، والدولة ذات السيادة.
ويبقى الدفاع عن فلسطين وقدسها ومقدساتها المهمة الأسمى، التي يكرس جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، كل إمكانات الأردن لها. ومنذ فرضت إسرائيل، بممارساتها اللاقانونية واللاإنسانية واللاأخلاقية، موجة التصعيد والتوتر الأخيرة على القدس وعلى باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، قاد جلالة الملك تحركات واتصالات أردنية مكثفة، وبالتنسيق مع الأشقاء في دولة فلسطين، لبلورة جهد دولي فاعل يوقف الانتهاكات، ويحمي الشعب الفلسطيني الشقيق، وحقوقه. ونحن مستمرون بالعمل مع أشقائنا في دولة فلسطين، ومع باقي الأشقاء والشركاء في المجتمع الدولي، في تحركاتنا المستهدفة وضع حد للعدوانية الإسرائيلية، وممارساتها اللاشرعية، وحماية الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها من تبعاتها.
الزملاء الأعزاء،للمواطنين الفلسطينيين في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة في بيوتهم حق بيّن، سيكون حرمانهم منه جريمة حرب لا يجوز أن يسمح المجتمع الدولي بها.
كقوة قائمة بالاحتلال، السلطات الإسرائيلية ملزمة وفق القانون الدولي باحترام حقوق الفلسطينيين في بيوتهم. وقدمت المملكة للسلطة الوطنية الفلسطينية كل الوثائق التي بحوزتها، والتي تثبت ملكية المواطنين الفلسطينيين في حي الشيخ جراح لبيوتهم. وقامت المملكة باتصالات مع كل عواصم القرار للمطالبة بموقف دولي فاعل يمنع إسرائيل من ارتكاب هذا الخرق الواضح للقانون الدولي.
ونحن ندعم كل جهد تقوم به دولة فلسطين، وعلى جميع المستويات السياسية والقانونية، لحماية حقوق مواطنيها في بيوتهم، في عاصمتها المحتلة.
ونحذر من التداعيات الكارثية للاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف، فالحرم، بمساحته البالغة 144 دونما، هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وإدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية هي الجهة صاحبة الصلاحية الحصرية لإدارة شؤونه.
وسنستمر في المملكة في بذل كل جهد ممكن لحماية الهوية العربية الإسلامية والمسيحية للمقدسات، والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم فيها.
الزملاء الأعزاء،قدسنا خط أحمر، وإسرائيل تلعب بالنار، وعدوانية ممارساتها ولا أخلاقيتها ولا شرعيتها تدفع المنطقة كلها تجاه المزيد من الصراع، تقوض إسرائيل كل فرص تحقيق السلام العادل، وتهدد أمن المنطقة واستقرارها، وسيكون لاستمرارها في عدوانيتها وعنجهيتها انعكاسات على كل شيء، بما في ذلك العلاقات الأردنية الإسرائيلية. وسيتخذ الأردن، كما فعل دوما، كل الخطوات اللازمة لإسناد الأشقاء، وحماية المقدسات وحماية حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وحق المنطقة في السلام العادل والشامل، الذي يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، والذي يشكل خيارًا استراتيجيًا سبيله الوحيد حل الدولتين، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. على إسرائيل أن توقف فوراً ممارساتها اللاشرعية وانتهاكاتها في الضفة الغربية المحتلة، وعدوانها اللاإنساني على قطاع غزة، فلن تحقق عدوانيتها وخرقها للقانون الدولي إلا المزيد من تأجيج الصراع وتوسعته ودفعه نحو الانفجار. لن تنعم إسرائيل بالأمن إن لم ينعم الفلسطينيون به، ولن تنعم إسرائيل والمنطقة بالسلام إن لم ينعم الفلسطينيون به، لا قفز فوق فلسطين، ولا قفز فوق القضية الفلسطينية.
يتحقق الأمن والسلام بانتهاء الاحتلال وبتلبية جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإطلاق جهد دولي حقيقي يوجد الأفق السياسي المطلوب للتوصل إلى السلام العادل وفق حل الدولتين الذي ينهي الاحتلال هو الأولوية التي يجب أن يتحرك المجتمع الدولي فورا من أجل تلبيتها.
استعادة الهدوء يتطلب أن توقف إسرائيل كل أشكال عدوانيتها، وتحقيق السلام شرطه انتهاء الاحتلال.
ها هي القدس، الزملاء الأعزاء، درة المدن، مرة أخرى، تثبت وتصمد وتضحي، لتذكر العالم أن مدينة السلام لن تقبل القهر، ولن تقبل الهوان، ولن تقبل الاحتلال. فالاحتلال نقيض السلام، ومن أجل زواله يجب أن تتكاتف كل الجهود.
شكراً لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.”واعتمد مجلس جامعة الدول العربية قراراً أكد أهمية الوصاية الهاشمية التاريخية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، ودورها في حماية هذه المقدسات والوضع القانوني والتاريخي القائم فيها، وفي الحفاظ على الهوية العربية الإسلامية والمسيحية لهذه المقدسات، والتأكيد على أن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية هي الجهة الوحيدة المخولة إدارة جميع شؤون المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف.
كما أدان القرار الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلية بحق المصلين المسلمين العزل، والإجراءات التي تستهدف تهجير أهالي مدينة القدس المحتلة. كما حمل القرار إسرائيل مسؤولية ما ينتج عن تلك الجرائم والإجراءات التي تشكل انتهاكات فاضحة للقانون الدولي. وتضمن القرار تشكيل لجنة وزارية عربية لمتابعة التحرك العربي ضد السياسات والإجراءات الإسرائيلية والتواصل بهذا الشأن مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وغيرها من الدول المؤثرة دولياً، على ان تتكون اللجنة من الأردن وفلسطين ومصر والسعودية وقطر والمغرب وتونس والأمين العام. كما دعا القرار المحكمة الجنائية الدولية إلى المضي قدماً في التحقيق في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الشقيق.