رعت الأميرة دانا فراس جلسة حوارية حول الموروث الحضاري والكتابي في (الحَرَّة) الأردنية وأبدت دعمها للجهود الوطنية في إدراج الحَرَّة في قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي.
المجلس العالمي للمواقع والمعالم في الأردن ICOMOS يُدين الممارسات الإسرائيلية ويدعو المجتمع الدولي لحماية المواقع والمعالم الأثرية الإسلامية والمسيحية الفلسطينية
أكد أكاديميون وباحثون ومشاركون أهمية إدراج “الحرَّة الأردنية” في قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي لتكون إحدى المعالم التراثية العالمية التي تصدرها اليونسكو مما يؤكد أهمية المنطقة ودورها الثقافي والحضاري، ويعزز من الجذب السياحي إليها، كما يسهم في دعم جهود الوطنية في المحافظة على النقوش والرسومات خاصة العربية الصفوية القديمة منها التي تزخر بها المنطقة لتشكل إحدى المعالم الفريدة على المستوى العالمي.
جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية التي رعتها سمو الأميرة دانا فراس رئيسة المجلس العالمي للمعالم والمواقع في الأردن/رئيسة الجمعية الوطنية للمحافظة على البترا/سفيرة اليونسكو للنوايا الحسنة للتراث الثقافي.
وفي سياق متصل عقد المجلس العالمي للمواقع والمعالم ICOMOS بالتعاون مع الجامعة الهاشمية/كلية الملكة رانيا للتراث والسياحة جلسة حوارية شارك بها رئيس الجامعة الهاشمية الأستاذ الدكتور فواز العبدالحق الزبون، والأستاذ الدكتور سلطان المعاني نائب رئيس الجامعة/أستاذ النقوس والكتابات العربية القديمة، والأستاذ الدكتور مهدي الزعبي أستاذ النقوش العربية القديمة، والأستاذ الدكتور فراس علاونة عميد كلية الملكة رانيا للسياحة والتراث، والأستاذ الدكتور فادي بلعاوي، والدكتور علي المناصير من دائرة الآثار العامة، والمهندسة بشرى نباص من دائرة الآثار العامة.
وتلت الأمير دانا فراس بيان أصدرته جمعية المجلس العالمي للمعالم والمواقع في الأردن(ايكموس ICOMOS-Jordan) المنبثقة عن المجلس العالمي للمعالم وللمواقع، أدانت فيه الجمعية انتهاكات الجيش الإسرائيلي ومجموعات المستوطنين المدعومة من قبل الحكومة الإسرائيلية والتي تستهدف المقدسات الإسلامية والمسيحية ومواقع التراث العالمي في مدينة القدس خاصة والأراضي الفلسطينية عامة. وأضاف البيان “نحن كجمعية وطنية تهدف لحماية التراث الثقافي نطالب المجتمع الدولي بشدة وخصوصًا المعنيين بالمحافظة على المواقع التراثية والأثرية بالضغط على الحكومة الإسرائيلية للالتزام باتفاقيات حماية المواقع والمعالم الأثرية لاسيما اتفاقية لاهاي (1954) لحماية الممتلكات الثقافية. كما تستهجن إيكوموس-الأردن الإخلاء والتهجير الممنهج للعائلات الفلسطينية من منازلهم في مدينة القدس وتعتبر هذه العمليات محاولة لمحو ثقافتهم وكسر صلاتهم التاريخية والعبث في الذاكرة الحية للمدينة وسكانها. وأضاف البيان إن جميع الممارسات التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي تعد اختراقاً صريحا وواضحا للقوانين والأعراف الدولية في مجال حماية الآثار والتراث العالمي التي تؤكد عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية.
وقالت سمو الأميرة دانا فراس إن البادية الشمالية الشرقية خاصة الحرّة هي منطقة ذات أهمية أثرية، وتاريخية، وحضارية، وثقافية، ومستقبلا ذات أهمية سياحية اقتصادية، وأضافت إن الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة السياحة والآثار ودائرة الآثار العامة في إدراج الموقع في قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي خطوة تسحق التقدير والدعم والمساندة كون المنطقة فريدة في موقعها وثقافتها، وزاخرة بالنقوش والكتابات والرسومات المختلفة في موقعها الأصلي فهي سجل تاريخي يوثق قصة المكان والإنسان، وأضافت إن الإدراج في قائمة التراث العالمي يسهم في دعم جهود المحافظة عليها وتطويرها بشكل مسؤول ومستدام كما يسلط الضوء المحلي والدولي على هذه المنطقة الفريدة.
وقال رئيس الجامعة الهاشمية الأستاذ الدكتور فواز الزبون إن الأردن يشكل متحفًا حضاريًا مفتوحًا وغنيا بالمعالم السياحية والأثرية والطبيعية، وتشكل السياحة في مختلف أنواعها مصدر من مصادر الدخل ودعم الاقتصاد الوطني، فلذلك أخذت الجامعة على عاتقها دعم الجهود الوطنية في التنقيب والمسح الأثري والتوثيق ودعم البحث العلمي والدراسات ومختلف أشكال الإنتاج العلمي المتعلق بالسياحة والآثار، وأضاف إن الجامعة مستمرة في دعم الجهود البحثية الميدانية الأثرية والسياحية خاصة في منطقة البادية الشمالية الشرقية والحرّة تحديدًا.
وتحدث نائب رئيس الجامعة الهاشمية الأستاذ الدكتور سلطان المعاني/أستاذ النقوس والكتابات العربية القديمة، عن دور الجامعة الهاشمية والباحثين في كلية الملكة رانيا للسياحة والتراث وطلبة الدراسات العليا في البحث والدراسات والإنتاج العلمي المتنوع حول النقوش العربية القديمة خاصة النقوش الصفوية، وأضاف أن الجامعة كان لها دور كبير في الدراسات الميدانية التي كشفت عن مجموعات متنوعة من النقوش العربية الشمالية القديمة (النقوش العربية الصفوية) والرسومات الصخرية التي هي ثروة وطنية عظيمة توثق لشؤون العرب القدماء وحياتهم اليومية والذاتية والأنساق الدينية والاجتماعية والسياسية وعلاقة العرب بعضهم بعضا وعلاقتهم مع غيرهم من القبائل وممالك العرب مثل الثموديين والأنباط وغيرهم من الشعوب مثل الرومان والفرس وسواهم.
وقال إن للجامعة الهاشمية دور كبير في الاكتشافات العلمية في النقوش العربية الصفوية القديمة التي هي وثائق تاريخية وكان هناك دوما دعمًا سخيًا في عمادة البحث العلمي في الجامعة، مؤكدا على استمرارية جهود الجامعة في البحث والدراسات ودعم الجهود الوطنية في المحافظة على الآثار والتراث. مؤكدا على جهود الجامعة في استخدام التقنيات الحديثة خاصة تقنية المسح الضوئي ثلاثي الأبعاد.
ودعا إلى دعم جهود وزارة السياحة والآثار ودائرة الآثار العامة في المحافظة على هذه المنطقة وإدراجها في قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
وقال الأستاذ الدكتور فادي بلعاوي الذي أدار الجلسة الحوارية إن الجلسة تهدف إلى مناقشة القضايا الوطنية الأثرية والسياحة وخدمة وطننا وبلدنا ودعم الجهود الوطنية في ملف ترشيح الحرّة الأردنية كموروث ثقافي عالمي، وكذلك دعم الجهد الوطني في المحافظة على الآثار والمواقع الأثرية والمعالم المختلفة.
وأضاف إن المواقع والمعالم الأثرية يجب تهيئتها والمحافظة عليها وتجهيزها بالشكل الأمثل قبل فتحها للسياحة والحرص على أن تكون السياحة مسؤولة وواعية خاصة في المعالم التراثية الثقافية والأثرية.
وتحدث الأستاذ الدكتور مهدي الزعبي أستاذ النقوش في الجامعة الهاشمية عن الرسومات الصخرية في الحرّة الأردنية عن أن البادية الأردنية الشمالية الشرقية تزخر بكم وافر من الرسوم الصخرية متعددة الأشكال والمضامين وهي تعد المصدر الوحيد للمعلومات عن القبائل العربية الصفوية التي كانت تعيش في شمال شرق البادية الأردنية خلال القرن الأول قبل الميلاد حتى القرن الرابع الميلادي. وقد دونت هذه القبائل بعضا من مظاهر الحياة في الكتابات والنقوش والرسومات الصخرية. داعيا إلى إعادة استنطاق هذه الرسومات وترجمة الأفكار فيها لبناء المشهد الحضاري وفق والمعطيات التاريخية والحضارية. والاستفادة من أكبر حقل نقوش في العالم. وأضاف أن الرسومات الصخرية الصفوية وغيرها حملت مضامين الرعي والصيد، والصراع والحرب، والرقص والموسيقى، والدلالات الدينية، والألعاب والزخارف.
وتحدث د. علي المناصير من دائرة الآثار العامة عن الاهتمام العالمي المتزايد الذي بدأ يتزايد بفضل اكتشاف أقدم الآثار في الأردن في منطقة الحرَّة الأردنية، وتحدث عن مساحة المنطقة التي تمتد على مساحة (40) ألف كم مربع وتتوزع على ثلاثة دول الأردن والسعودية وسوريا وتبلغ مساحتها في الأردن (16) ألف متر مربع.
وتحدث عن منطقة الحرة كانت منطقة وصل بين حضارات مختلفة فقد تم فيها اكتشافات الكثير من النقوش والرسومات الصخرية الصفوية العربية بالإضافة إلى نقوش ورسومات متنوعة منها اليونانية، والتدمرية، والثمودية، والنبطية، والسريانية، ونقوش وكتابات إسلامية، وكذلك النقوش الحديثة.
كما تحدثت المهندسة بشرى نباص رئيسة قسم التراث العالمي في دائرة الآثار العامة عن الجهود الوطنية في العمل على ملف الترشيح كموروث عالمي والإمكانات الفريدة في الموقع، وتناولت معايير اختيار منطقة الحرة الأردنية إحدى المواقع التراثية في قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي لما تملكه المنطقة من خصائص ثقافية استثنائية، وتحدث عن دور دائرة الآثار العامة في إدراج الموقع كموروث ثقافي عالمي مما يعكس اعترافا عالميًا في تفرد الموقع، ونقطة جذب عالمي.
وقالت إن معايير الترشيح كموقع ثقافي عالمي تمثلت في وجود آلاف النقوش العربية الشمالية القديمة والإسلامية والنبطية تمثل شاهد استثنائي ثقافي لهذه المنطقة والمجتمعات التي استقرت فيها على مدار التاريخ وتعكس منظورهم لثقافتهم وحضارتهم وحياتهم وديانتهم.