اليوم الاربعاء 7-2-2024 احتفلت مديرية أوقاف إربد الثانية، اليوم الثلاثاء، بمناسبة أسبوع الوئام بين الأديان بغرفة تجارة إربد، بحضور مساعد محافظ إربد الدكتور علي الحوامدة.
وقال مدير أوقاف إربد الثانية عبد السلام نصير، إن أسبوع الوئام بين الأديان له خصوصية في الأردن، لا سيما وأن تخصيص هذا الأسبوع سنويا، جاء بتوجيه من لدن جلالة الملك عبدالله الثاني وتبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2010؛ لسمو الفكرة وضرورتها لتحقيق العيش الكريم للبشرية كلها.
وأضاف، أن قضية الوئام بين الأديان تبني في الثقافة الأردنية مبادئ الاسلام نفسه، وتتجاوز حدود المجاملة الاجتماعية أو المظاهر الاحتفالية وتقيّم العيش المشترك على أسس واضحة من القواعد الثابتة التي تشكل منظومة من الحقوق والواجبات التي يعد الالتزام بها التزاما بالدين نفسه.
وزاد، إن القرآن الكريم لخص ذلك في أربعة مبادئ هي وحدة الأصل الإنساني ومعيار التفاضل على أساس التقوى و العدالة في التعامل بغض النظر عن الخلافات بينهم وأصول العلاقات الاجتماعية القائمة هلى البر والعدالة وحسن المعاملة وأصول الحوار بين أصحاب الديانات والاعتراف باصول الكتب السماوية التي انزلت للامم السابقة.
وقال إن الاسلام كان سباقا في تقرير مفهوم المواطنة القائمة على الحفاظ على الحقوق والاشتراك في اداء الواجبات مع طيب المعاملة بين مكونات المجتمع دون الاعتداء على خصوصية أي منها، مشيرا إلى أن قيم التسامح ورثها الهاشميون عن بيت النبوة وجدهم المصطفى عليه السلام.
من جهته قال راعي كنيسة جاورجيوس للروم الارثذوكس، نزار حداد، إن الاحتفال بأسبوع الوئام بين الأديان يعكس صورة مشرفة ومشرقة عن وطننا الأردن، وهو الحضن الدافئ لجميع أبنائه على اختلاف مذاهبهم وأصولهم في ظل قيادة حكيمة مستظلين فيها بالأمن والأمان فلا فرق بين أبنائه من المنابت كافة، وعلى هذا الأساس أطلق سمو الأمير غازي بن محمد مبادرة “كلمة سواء” في 2007 والتي دعا فيها العلماء المسلمين والمسيحيين لحوار بناء مبني على حب الله أولا وحب الجار دون المساس بمعتقداتهم الدينية.
وأكد أن الاردن يعد منارة للعالم كله في الحياة المشتركة والمحبة المتبادلة في العيش الكريم بين أبنائه سواء كانوا مسلمين أم مسيحيين ونشر الاعتدال والجو الإيجابي الذي يساعد في صياغة المعايير الأخلاقية والإنسانية والاجتماعية المستندة على القيم الدينية الحنيفة بين أتباع الأديان، لافتا الى أن الأردن جزيرة في بحر متلاطم من الحروب وعدم الاستقرار والصراعات والتطرف حوله، ولكنه رغم ذلك بقي شامخا متماسكا غير متزعزع بفضل الصلابة الموروثة والمحافظ عليها من القيادة الهاشمية.
وأضاف حداد، أن الاردن تميز ويتميز بالتسامح بين أبناء الديانات السماوية المختلفة، وأوجد بيئة وفضاء واسعا يقبل أنواع الاختلاف بين المذاهب والافكار والتيارات كلها، وينفرد بصفة العيش الانموذج مما اسهم في ايجاد بيئة اجتماعية وثقافية متمازجة ومتميزة.
بدوره قال المدرس بجامعة اليرموك الدكتور محمد ربابعة، إن هذا الاحتفال يأتي لتعزيز التسامح والتفاهم بين الأديان المختلفة، ويعكس رغبة القيادة الهاشمية والأفراد في بناء مجتمع متسامح ومتناغم يتقبل الآخر ويحترم اختلافاته الدينية والثقافية.