الجمعة 26-4-2024 : قال رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، إن دولة الاحتلال الإسرائيلي وداعميها، عليهم أن يعلموا بأن الدم الفلسطيني ليس رخيصا، ولن يسامح فيه أي طفل فلسطيني.
وأضاف “سيبقى الشعب الفلسطيني يناضل من أجل حريته واستقلاله وحقوقه المشروعة، مهما دفع من دم طاهر، يسانده أحرار العالم ممن يؤمنون بالقيم الإنسانية النبيلة، وليس حسب الأهواء والمصالح، وسياسة الكيل بمكيالين”.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الفايز خلال افتتاح المؤتمر الخامس لرابطة برلمانيون من أجل القدس، الذي ينعقد تحت عنوان “الحرية والاستقلال لفلسطين”، والذي بدأت أعماله اليوم الجمعة في اسطنبول بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ويشارك في المؤتمر المئات من رؤساء البرلمانات ومجالس الأعيان والشورى والروابط والجمعيات البرلمانية، وبرلمانيين وسياسيين من مختلف دول العالم، بحسب ما ورد في بيان لمجلس الأعيان.
وقال الفايز، إن المطلوب اليوم، وقف العدوان الإسرائيلي الغاشم فورا، وأن يقوم المجتمع الدولي والعواصم المؤثرة، بالعمل على إيجاد الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين، وبما يمكن من قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار الفايز إلى أن انعقاد هذا المؤتمر، يأتي في الوقت الذي يواجه فيه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة تهديدا وجوديا، واستهدافا متعمدا وممنهجا.
وبين، أن دولة الاحتلال الإسرائيلي ترتكب يوميا أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني منذ حوالي ثمانية عقود، وأصبح هذا العدوان أكثر دموية وبشاعة بعد أحداث السابع من شهر أكتوبر الماضي.
وأضاف “أنه بالرغم مما ترتكبه دولة الكيان الإسرائيلي الغاصب، من قتل وجرائم حرب، وتدميرا ممنهجا لكافة مقومات الحياة في قطاع غزة، لكن للأسف ما زال ضمير عديد الأنظمة السياسية، التي تدعي إيمانها بقيم الحرية والعادلة وحقوق الإنسان، في سباته العميق”.
ونوه الفايز إلى أنه لم يكف تلك الأنظمة “حتى تنهض وتستفيق، تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين حتى يومنا هذا، قرابة 35 ألف شهيد، والجرحى والمصابين حوالي 80 ألف مصاب، أغلبهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى المقابر الجماعية وآلاف المفقودين تحت الأنقاض بفعل الإجرام الإسرائيلي”..
وذكر، أنه “للأسف أيضا ما زال الضمير الإنساني، يغض الطرف عن جرائم الحرب الفضيعة، التي يرتكبها هذا الكيان المحتل”، متسائلا: “متى يصحو هذا الضمير ليقول لدولة الاحتلال (كفى)”.
كما تساءل الفايز قائلا: “إلى متى تستمر الدول الداعمة لإسرائيل، بالسكوت عن جرائم الحرب التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، وإلى متى تستمر العديد من الدول والعواصم المؤثرة تدير ظهرها لهذا الإجرام الصهيوني”.
وتابع قائلا: “إننا نستنكر الصمت الدولي على حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، ونثمن ونشكر بذات الوقت، كافة الأصوات الحرة الساعية لوقف هذا العدوان الغاشم، والمنددة بجرائم إسرائيل”.
وأكد الفايز “أنه لا يمكن بناء السلام في منطقة الشرق الأوسط والعالم، في ظل الظلم، الذي يشكل مصدره الرئيسي الإحتلال الإسرائيلي، وممارساته القمعية والعدوانية بحق الشعب الفلسطيني منذ عام 1948”.
وتابع قائلا: “إننا كبرلمانيين وساسة نؤكد، بأن المجتمع الدولي، هو السبب الرئيس لكل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، بسبب إدارة ظهره للعدالة وحقوق الشعب الفلسطيني، وبسبب صمته على جرائم إسرائيل البشعة، وتركها دولة خارجة على القانون، ضاربة بعرض الحائط كافة قرارات الشرعية الدولية”، معتبرا أن إسرائيل “الطفل المدلل”، الذي من حقه أن يفعل ما يريد في الوقت الذي يريد.
كما أكد الفايز “أننا كبرلمانيين نطالب المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية الدولية، القيام بدورهم الأخلاقي والقانوني والعمل على وقف العدوان الغاشم على الشعب الفلسطيني، ومنع إسرائيل من استمرار ممارساتها الوحشية”.
ونطالب أيضا “بالسماح لدخول المساعدات الإنسانية والطبية لقطاع غزة، وممارسة ضغوطات من أجل وقف دعم إسرائيل بالأسلحة، التي ترتكب بها مجازرها وتدميرها لكافة مقومات الحياة في قطاع غزة”.
وبين الفايز، أنه ولوقف العدوان الإسرائيلي، ومن أجل الحرية والاستقلال لفلسطين، والتصدي للسياسات الإسرائيلية التوسعية والاستيطانية، لا بد من موقف عربي وإسلامي أكثر فاعلية وقوة، إضافة إلى ضرورة تصعيد الخطوات الرافضة للعدوان.
وأوضح، أن أميركا والغرب عموما، لهما مصالح اقتصادية وتجارية مع الدول العربية والاسلامية تقدر بمليارات الدولارات، والمطلوب استغلال هذه المصالح، واستثمارها لإنهاء العدوان الإسرائيلي، ودفع المجتمع الدولي للإعتراف بفلسطين دولة حرة مستقلة.
وأضاف الفايز “لقد ارتكبت دولة الاحتلال جرائم ضد الإنسانية، وشنت عدوانا همجيا ضد الشعب الفلسطيني، الذي يدافع عن أرضه المسلوبة وحقه في الحرية والاستقلال”.
ولفت إلى أنه “على البرلمانيين أيضا مواصلة الاتصالات مع البرلمانات الأوروبية والغربية، والمؤسسات الحقوقية والقانونية الدولية والهيئات الأممية، لتعرية إسرائيل أمام الرأي العام العالمي، وكشف جرائمها وعنصريتها ووحشيتها، وما ترتكبه من جرائم حرب وإبادة جماعية وتطهير عرقي، لقد حان الوقت لأن تحاسب دولة الاحتلال على جرائمها”.
وعرض رئيس مجلس الأعيان الجهود الأردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني الداعمة لفلسطين والرامية لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
وقال “نحن في الأردن الأقرب إلى فلسطين، والأردن بقيادته الهاشمية ارتبط دينيا وتاريخيا بفلسطين، وساند نضال الشعب الفلسطيني من أجل نيل حقوقه المشروعة، منذ بدايات القرن الماضي وانطلاق الثورة الفلسطينية عام 1936، وعلى أرض فلسطين وأسوار قدسها، قدم الشهداء دفاعا عنها”.
وجدد الفايز التأكيد على “أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، عملت على حمايتها وإعمارها ومنع تهويدها”.
ومضى قائلا: “اليوم فأن جلالة الملك عبدالله الثاني، يضع القضية الفلسطينية في مقدمة الأولويات، فجلالته ومنذ العدوان الإسرائيلي الغاشم في السابع من أكتوبر، سعى على مختلف المستويات الأقليمية والدولية لوقف هذه العدوان السافر”.
ولفت أن تأكيدات جلالته، أن إسرائيل لن تنعم بالأمن والسلام إلا بتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه وحريته واستقلاله، مبينا أن جهود جلالته واتصالاته مع زعماء الدول ومختلف القادة السياسيين، أثمرت في تغيير كثير من السياسات الغربية، وأصبح الغرب يتحدث اليوم بقوة وصراحة، حول ضرورة قيام الدولة الفلسطينية.
كما جدد الفايز التأكيد على أن الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، سيواصل نصرة الشعب الفلسطيني، في معركة التحرير التي يخوضها منذ قرابة ثمانية عقود.
وأضاف، أن العالم اليوم يشهد على أن جلالة الملك عبدالله الثاني، كان أول من كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، فجلالته ومنذ بدء العدوان، يقوم بإشراف مباشر على إرسال المساعدات الإنسانية والطبية بالطائرات، وإنزالها بيديه للأشقاء، في عمل غير مسبوق رغم المخاطر، وذلك نصرة للشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة.
كما لفت الفايز إلى أن الأردن وترجمة لتوجيهات جلالة الملك يقوم بإرسال المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة بشكل متواصل عبر المنافذ البرية المتاحة.
وبين، أنه تم إدخال مئات الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والطبية، إضافة إلى أن الأردن أقام مستشفيان ميدانيان في غزة منذ بدايات العدوان الإسرائيلي، وهناك مستشفيات مماثلة في جنين ونابلس ومدن فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.
كما أكد الفايز ضرورة، أن ينبثق عن المؤتمر قرارات محددة، يتم نقلها من خلال لجنة يشكلها المؤتمر، إلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة والعواصم المؤثرة، بهدف كشف الاجرام الإسرائيلي، والسعي لإنها معاناة الشعب الفلسطيني، وتمكينة من حريته واستقلاله.
وسيناقش المؤتمر على مدار 3 أيام أوراق عمل متخصصة حول القضية الفلسطينية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، التي تؤكد على حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، وتطالب دولة الاحتلال الإسرائيلي الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة والحق بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم وتعويضهم.
ويتطرق المؤتمر إلى مناقشة تداعيات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة واعتداءات المستوطنيين على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، إضافة إلى التأكيد على حق الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة، على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف.