الاحد 2-6-2024:
ناقشت الجلسة الختامية لمنتدى تواصل 2024 الذي نظمته مؤسسة ولي العهد في نسخته الثانية الأردن في ظل التحوّلات/ التغيُّرات الجيوسياسية الإقليميّة بمشاركة عدد من الخبراء والسياسيين .
وخلال الجلسة التي أدارها الكاتب والمحلل السياسي ماهر أبو طير وشارك بها الوزير الأسبق الدكتور صلاح الدين البشير والوزير الأسبق سميح المعايطة ورئيس الهيئة الخيرية الهاشمية الدكتور حسين الشبلي وعميد كلية الأمير الحسين بن عبد الله الثاني للدراسات الدولية بالجامعة الأردنية الدكتور حسن المومني أكد أبو طير ان المناخ العام في الإقليم يؤثر على عملية صنع القرار في الأردن خاصة في ظل التطورات التي يشهدها الإقليم .
وقال أبو طير إن تداعيات الأزمات في المنطقة تشكل ضغطا مباشرا على الأردن مشيرا الى أن المملكة تلعب دورا مهما في المحافظة على الاستقرار في المنطقة .
وأشار الى الموقف الأردني الثابت والقوي والحاسم في دعم صمود الشعب الفلسطيني حتى نيل حقوقه المشروعة والمتمثلة بإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني .
من جهته أكد وزير الخارجية الأسبق الدكتور صلاح البشير أن قدر الأردن يكون في وسط منطقة لم تعرف الاستقرار عبر عقود من الزمن حيث نجح في مواجهة كل التحديات التي وقفت في طريق تطوره واستقراره بفضل حكمة جلالة الملك عبد الله الثاني .
وأشار الى التحديات والأخطار التي تواجه القضية الفلسطينية خاصة في هذه المرحلة أبرزها موضوع تهجير الفلسطينيين من ارضهم مؤكدا أن الأردن بقيادة جلالة الملك يدعم كل الجهود التي تؤدي الى صمود الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية .
وأكد ضرورة الحفاظ على مكانة وقوة الأردن حتى يتمكن من القيام بدوره التاريخي في دعم الشعب الفلسطيني والمحافظة على المقدسات الإسلامية والمسحية في القدس من عبث الاحتلال الاسرائيلي .
ودعا البشير الى التركيز على قطاعات التعليم والصحة والتدريب المهني والطاقة والمياه لدفع عجلة النمو الاقتصادي في الأردن لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة مثمناً جهود مؤسسة ولي العهد في دعم تلك القطاعات .
وقال الدكتور حسن المومني” لابد ان نوضح لطلابنا وطالباتنا جوانب التحديات التي يوأجهها الأردن كون هذه التحديات تقيد الكثير من القطاعات الحيوية .
وأضاف أن الأردن ولد من رحم الاحداث وأن الواقع الجيوسياسي للأردن هو نعمة بالقدر والذي يمكن ان يكون نقمة اذا لا سمح الله تم ادارته بطريقة تتنافى مع الواقعية السياسية بسبب طبيعة هذه التحديات وتغيرها بتغير السياسة الدولية في الشرق الاوسط .
واشار الى ان الجوار الجغرافي للأردن هو تحدي بالنسبة للمملكة وهذا التحدي قطعاً خلق منه فرصة مما يعني قدرة عالية على التكيف مع كافة وطبيعة التحديات .
من جهته قال وزير الأسبق سميح المعايطة إن قضايا المنطقة صعبة ومعقدة ومتداخلة مشيرا الى ان الازمات الخارجية ليست بيد الاردن و الاردن لم يصنعها ولا يملك مفاتيح حلها لكنها ازمات مستمرة الامر الذي جعل لدى المملكة نوعا من المناعة في بنية الدولة الاردنية لا سيما في مؤسسة الحكم بحكمتها وبقدرتها وبرؤيتها لتقييمها لكل الازمات .
وأضاف المعايطة أن الإقليم يشهد دائما ازمات متعددة كبرى وفرعية لكن الدولة الاردنية تمكنت بزيادة مناعتها في مواجهة هذه الازمات واستطاعت ان تدير علاقتها بهذه الازمات بذكاء سياسي شديد .
من جانبه قال المدير العام للهيئة الخيرية الهاشمية الدكتور حسين الشبلي إنه من خلال حضوره لعدد من جلسات المنتدى شعر بوعي وحماسة الشباب وقدرتهم على التفكير الايجابي واهتمامهم بالمستقبل القادم للأردن .
وأضاف ان الاخطار التي تحيط بالأردن اخطار متجددة وقائمة ومستمرة وهي لا تخفى على احد والدولة الاردنية مدركة لهذا الامر ولكن في السنوات الاخيرة لاحظنا ان المنطقة دخلت في اعادة تموضع استراتيجي نتيجة وجود مجموعات وكيانات التي اصبحت مدفوعة بأيديولوجيات وافكار معينة تذهب الى حالة من الطموح لبسط النفوذ او تشكيل فضاءات جديدة باي طريقة ممكنة.
وقال ان هذا التفكير اصبح يشكل خطرا على المنطقة ويتجاوز حدود الانضباط الاقليمي مشيراً الى ان الاردن بمؤسساته المتعددة واجهزته الامنية تمكن من قراءة مسقبل هذه التهديدات والاخطار ونجح في تجاوزها .
وبين انه بفضل السياسة الحكيمة التي ينتهجها الاردن تمكن من ايجاد توازنات وحالة من التحالفات الاقليمية والدولية التي مكنته من المناورة السياسية المنضبطة التي حافظت على مكانة الأردن اقليما ودوليا .