الثلاثاء 25-6-2024: نظم مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي، بالتعاون مع مركز السلطان عبد الحميد الثاني للبحوث والتطبيقات، اليوم الثلاثاء، معرضا فريدا لمجموعة صور تاريخية تعود للفترة العثمانية من أرشيف ألبومات الأردن في مجموعة صور قصر يلدز.
وأشاد نائب رئيس الوزراء ووزير الإدارة المحلية توفيق كريشان، بجهود المركز والشركاء الذين يعملون معه في سبيل توثيق التاريخ والتراث الأردني في مختلف الحقب التاريخية، لافتا إلى أن هذا المعرض دليل على أهمية الشراكة والتعاون مع المؤسسات والشركات المحلية والإقليمية.
وبين أن الجهد الأردني في سبيل توثيق التاريخ بدأ منذ قيام الإمارة الأردنية عام 1921، مع الملك المؤسس عبد الله الأول، الذي سعى لإقامة المؤسسات والدواوين الناظمة لعمل سير الدولة، حيث دّون مذكراته وهي من أهم المذكرات السياسية التي كتبها الملوك والقادة العرب في ذلك الوقت.
وأكد أن هذه المذكرات تؤرخ لحقبة مهمة من زمن النهضة العربية التي قادها شريف مكة الحسين بن علي، وحقبة تأسيس الإمارة الأردنية والنضال الوطني وجهود الملك المؤسس.
وأشار كريشان إلى أن الحكومات الأردنية بذلت لاحقا دورا كبيرا في الحفاظ على الوثائق الأردنية، وكان هناك عدة مشاريع لجمعها خلال 100 عام من مسارات البناء والتأسيس الأردني.
وأكد أن الحقبة العثمانية غاية في الأهمية بالنسبة للتاريخ الأردني، وأنهم ينظرون إلى التعاون الأردني الذي بدأه المركز قبل عام مع الرئاسة العامة للأرشيف التركي، واليوم مع مركز السلطان عبد الحميد الثاني للبحوث والتطبيقات ضروري لاستكمال السردية الأردنية وتوثيق تاريخ المجتمع والناس والإدارة.
بدورها، ثمنت المدير العام بالوكالة لمركز التوثيق الملكي الدكتورة رهام المصري، دعم الحكومة المتمثل بتمكين المركز من تطوير أدواره وتعزيز حضوره في مجال العمل على جمع وأرشفة وترميم الوثائق الخاصة بالدولة الأردنية، وبناء القدرات الوطنية في هذا المجال المهم.
وأشادت بجهود شركاء وأصدقاء المركز وجمهور المتعاملين معه من مختلف المؤسسات البحثية، مشيرة إلى أن المركز بات منذ أربع سنوات ممثِلا للأردن في المجلس الدولي للأرشيف، والمجموعة العربية المنبثقة منه عربيكا.
ولفتت إلى أن لدى المركز خطة طموحة للنشر العلمي المتخصص في مجالات تاريخ الأردن العام والسيّر والمذكرات الأردنية، والأدوار الوطنية والعربية والإسلامية للملوك الهاشميين، ونضالهم في سبيل نهضة العرب والدفاع عن فلسطين وبناء مؤسسات الدولة.
وقالت المصري: “لقد أسس المركز جملة مذكرات واتفاقيات دولية، منها اتفاقيات مع رئاسة أرشيف الجمهورية التركية، ومركز السلطان عبدالحميد الثاني للبحوث والتطبيقات، حيث ينطلق هذا التعاون من الإيمان بأهمية الحقبة العثمانية في تاريخ الأردن الحديث والمعاصر.”
من جهتها، استعرضت رئيسة مركز السلطان عبد الحميد الثاني للبحوث والتطبيقات الدكتورة عائشة ملاك، ملخص مجموعات ألبومات الأردن في مجموعة صور قصر يلدز، مبينة أن المركز أنشئ في جامعة يلدز التقنية عام 2015، ويركز على دراسة عصر السلطان عبد الحميد الثاني من منظور الثقافة والفنون ويتناول تاريخ قصر يلدز ومجموعة الصور التي تتضمنه، مع تنظيم مشاريع بحثية ومعارض دولية.
وأشارت إلى أن مجموعة صور قصر يلدز في أواخر القرن التاسع عشر، وتحتوي على 37178 صورة موزعة في 922 ألبوما، وتشمل صورًا لأكثر من 50 دولة، وتعد جزءًا من التراث الثقافي العالمي وتم تسجيلها في سجل الذاكرة العالمية لليونسكو في 2023، حيث تركز على توثيق الجوانب الاجتماعية والثقافية للإمبراطورية العثمانية والمناطق الجغرافية المختلفة.
وبينت ملاك، أن ألبومات الأردن في مجموعة صور قصر يلدز تشمل حوالي 250 صورة تمثل التراث الاجتماعي والطبيعي والثقافي للأردن في أواخر القرن التاسع عشر، إذ تتنوع الوثائق والصور بين تصوير أثري، ومناظر المدن، والحياة الاجتماعية، وبناء سكة حديد الحجاز، وتضم الألبومات مشاهد حية ومعلومات حول حدود الأردن، بما في ذلك الخرائط التاريخية.
وأوضحت أن أهمية الصور تبرز في توثيق التنوع الثقافي والحضاري للأردن، حيث تشكل الصور الأرشيفية للأردن كنزًا بصريًا وثقافيًا، وتسهم في تعزيز العلاقات بين تركيا والأردن وتعكس التراث المشترك بينهما.
يشار إلى أن الصور المعروضة قدمت لمحة فريدة عن تنوع الأردن الجغرافي والبشري، موثقة البنية الاجتماعية وأسلوب الحياة والتنوع الثقافي والإنساني خلال القرن التاسع عشر في مناطق مختلفة من المملكة.
ويعكس هذا المعرض أهمية تاريخية كبيرة بوصفه جسرا يربط بين الماضي والمستقبل؛ حيث يعرض صورا لم تعرض سابقا؛ مما يمنح زواره فرصة نادرة لاستكشاف تاريخ الأردن العريق، ويشكل فرصة ثمينة وخطوة مهمة نحو تعزيز الوعي بتاريخ الأردن الثقافي والاجتماعي، ويعزز الروابط الثقافية والعلمية بين الأردن وتركيا؛ مما يعكس التزام الأردن بالحفاظ على تراثه التاريخي وتعريف الأجيال القادمة به.