اخبار محلية

سلاح ذو حدين.. هل استفاد الدوري السعودي من صدمة كوبا أمريكا؟

 

الاثنين 8-7-2024

خالفت كوبا أمريكا 2024، جميع التوقعات بظهور باهت حتى هذه اللحظة، مع الوصول للأمتار الأخيرة من البطولة التي تعد واحدة من أقدم مسابقات كرة القدم عبر التاريخ.

وانطلقت البطولة القارية يوم 20 يونيو/حزيران الماضي، في الولايات المتحدة الأمريكية للمرة الثانية في التاريخ، وتستمر حتى منتصف الشهر الجاري.

وشهدت أغلب نسخ كوبا أمريكا السابقة، العديد من الأحداث المثيرة والمباريات القوية، نظرا لعراقة بعض المنتخبات وقيمة الأسماء التي شاركت في المسابقة على مر التاريخ.

لكن النسخة الحالية فتحت مجالا كبيرا للجدل حول تراجع المستوى بشكل عام، بالإضافة إلى نظام غريب أثار دهشة الجميع، فيما يتعلق بنظام مباريات خروج المغلوب وغيرها من الأمور.

غياب مثير للجدل

من ضمن الأحداث التي أثارت الجدل قبل انطلاق البطولة، هو عدم انضمام أي عنصر من الدوري السعودي للمحترفين إلى قائمة المنتخبات المشاركة في المسابقة القارية.

ورغم الطفرة الواضحة التي أحدثها صندوق الاستثمار السعودي على مستوى التعاقدات بداية من شتاء 2023، إلا أن جميع العناصر اللاتينية التي انضمت لأندية دوري روشن، غابت عن النسخة الحالية من الكوبا.

وأثار غياب نجوم دوري روشن، حالة من الجدل والتشكيك المستمر في المشروع السعودي، في ظل تألق بعض الأسماء خلال الموسم الماضي، ولكنها لم تحظ بفرصة التمثيل الوطني مثل البرازيلي مالكوم نجم الهلال.

وكان مالكوم أحد أبرز الصفقات التي انضمت للدوري السعودي في الصيف الماضي، وكان عنصرا لا غنى عنه في تشكيلة الهلال التي حصدت الثلاثية المحلية، ولكن رغم ذلك لم يتم ضمه للمنتخب البرازيلي.

سلاح ذو حدين

يعتبر غياب نجوم دوري روشن عن كوبا أمريكا، بمثابة سلاح قوي للتشكيك في طفرة الكرة السعودية والرغبة في المضي قدما، ومنافسة الدوريات العالمية، بدون أدنى شك.

لكن في الوقت ذاته، هناك إيجابيات لعدم انضمام نجوم الدوري السعودي وخاصة المتميزين، وذلك لأن مستوى المنافسة لم يكن على قدر التوقعات، مما قد يساهم في هبوط مستوى بعض الأسماء.

فضلا عن التدخلات العنيفة والمستمرة في المباريات المختلفة من البطولة، والتي كادت أن تتسبب في إصابة العديد من النجوم، وذلك بسبب الطبيعة العنيفة لدى لاعبي أمريكا اللاتينية.

وخير دليل على ذلك، هو حرمان الهلال من خدمات النجم البرازيلي نيمار الذي تعرض للإصابة بقطع في الرباط الصليبي خلال أكتوبر/تشرين أول الماضي، عندما شارك في الخسارة أمام أوروجواي (0-2) بتصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم 2026.

وبالتالي، فإن الأندية السعودية استفادت أيضا من حماية لاعبيها من المشاركة في هذه البطولة الصعبة التي تتسم بالخشونة والقوة الزائدة.

نظام غريب ومستوى صادم

لم تشهد البطولة حتى هذه اللحظة، سطوع نجم أي موهبة على عكس أغلب النسخ الماضية التي كانت شاهدة على ولادة بعض الأسماء في عالم الساحرة المستديرة.

كذلك، لم تكن المباريات على قدر التوقعات وغابت الإثارة عن أغلبها، وخاصة مع المنتخبات الكبرى والبرازيل خير مثال، حيث شهدت الفترة الأخيرة معاناة نجوم “السامبا” من انتقادات حادة بسبب سوء المستوى.

وانتهى الأمر بوداع صادم فجر اليوم الأحد، بالخسارة أمام أوروجواي بركلات الترجيح، مما يفتح باب الانتقادات بصورة أكبر ومواصلة التشكيك في الجيل الحالي الذي لم يقدم أي شيء يذكر.

وبخلاف المستويات المتراجعة، فإن النظام الغريب الذي يسيطر على البطولة يمثل دهشة كبيرة لأغلب المشجعين، خاصة وأن مباريات دور المغلوب لا تلعب بنظام الأشواط الإضافية وإنما الذهاب لركلات الترجيح مباشرة، حال التعادل في الوقت الأصلي، باستثناء المباراة النهائية.

فضلا عن نظام القرعة الصادم، والذي وضع المنتخب الأرجنتيني في مواجهة كندا مرة أخرى في الدور نصف النهائي، رغم أن الثنائي كان في مجموعة واحدة في بداية البطولة.