الاربعاء 17-7-2024 رعى الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية الدكتور عمرو سلامة، افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي الثاني “مستقبل الدراسات الإنسانية في عصر التحول الرقمي”، الذي تنظمه الجمعية العلمية لكليات الآداب في الجامعات الأعضاء في اتحاد الجامعات العربية، بالتعاون مع جامعة اليرموك، واتحاد الجامعات العربية، في مبنى المؤتمرات والندوات بجامعة اليرموك.
وقال سلامة إننا نعيش اليوم عصر تحول مجتمعي غير مسبوق من خلال الثورة الصناعية الرابعة والخامسة المعتمدة على التحول الرقمي، من خلال الذكاء الاصطناعي الذي يجتاح العالم في جميع المجالات سواء في التعليم أو العمل أو التواصل، مشيرا إلى أنه ومع هذا التحول العالمي نحو الابتكار والتطور التكنولوجي والتغيرات السريعة في الاقتصاد العالمي، اتجه التركيز في مناهج التعليم العالي على موضوعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، التي تُعرف باسم (STEM)، مما شكل تحديًا لدور العلوم الإنسانية ومكانتها في النظام التعليمي.
وأضاف أن الانتشار الواسع للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أعاد تشكيل طرق التفكير والتحليل، وفتح آفاقًا جديدة لدراسة السلوك البشري والثقافات المختلفة، ومن هنا تبرز أهمية دراسة العلوم الإنسانية في هذا السياق الجديد، حيث ان تخصصات العلوم الإنسانية والاجتماعية تلعب دوراً رئيسياً في التفكير النقدي والإبداع، وتهيئة الأفراد والمجتمعات لمواجهة عالم متغير.
وأكد على ضرورة إسناد العلوم لقيم إنسانية تتماشى مع واقع التنمية البشرية، وأهمية دراسة العلوم الإنسانية والاجتماعية باعتبارها المسؤول عن تشكيل الوعي الإنساني، مشددا على ضرورة ربط ازدهار العلوم التطبيقية بتأطيرها بإطار فكري سليم، والذي لا يمكن أن يحدث إلا بوجود تصور سليم تجاه الظواهر الإنسانية والاجتماعية التي تحيط بالإنسان، والتجارب الإنسانية تثبت خطورة نمو العلوم الطبيعية دون أن يتزامن ذلك مع نمو للعلوم الإنسانية والاجتماعية.
وثمن سلامة جهود جامعة اليرموك ممثلة بكلية الآداب لاستضافتها مقر الجمعية العلمية لكليات الآداب، بوصفها مثالا حيا على التميز في المجالات التعليمية، والبحثية، والثقافية، وصناعة المعرفة وتوفير بيئة حرة محفزة للإبداع، متناغمة في الاستجابة لمتطلبات المجتمع وتنميته، والتطور العلمي، داعيا الباحثين والمشاركين والقائمين على هذا المؤتمر، إلى الخروج بمناقشات ثرية ومثمرة حول كيفية توجيه العلوم الإنسانية في هذا العصر الرقمي لتعزيز فهمنا للعالم وتحسين حياتنا.
وألقى الأمين العام للجمعية، عميد كلية الآداب في الجامعة، رئيس المؤتمر الدكتور محمد العناقرة، كلمة أكد فيها أن هذا المؤتمر يعدُ جسرا للتواصل بين الباحثين في الدول الشقيقة والصديقة، ومعلما ثقافيا وفكريا يغني مسيرة البحث العلمي بأوراق بحثية رصينة، وبتوصيات علمية مكينة، ويحمل عنوانا مهما يتناول” مستقبل الدراسات الإنسانية في عصر التحول الرقمي”، ضمن ثلاثة محاور كبرى: أولها علوم اللغة العربية في عصر التحول الرقمي في الغرب، وثانيها آداب اللغة العربية في عصر التحول الرقمي، وثالثها الدراسات البينية في عصر التحول الرقمي.
وأشار إلى أن “الآداب” و “الدراسات الإنسانية” تمثلُ قطب الرحى ونقطة البيكار في ميدان التعليم العالي، لذلك يتحتم على اهل الاختصاص مواكبة عجلة التحولات الرقمية المتسارعة يوما بعد يوم، والوقوف على أبرز جوانبها المعرفية ذات الصلة، والنظر في أبعادها وتفاصيلها، كي نصل إلى رؤية واضحة وجامعة لطرق الاستفادة منها في الارتقاء بمنظومتنا التعليمية العربية، في كليات الآداب بأقسامها واختصاصاتها المختلفة.
وثمن العناقرة جهود اتحاد الجامعات العربية في تعزيز التعاون بين الجامعات العربية والعالمية، وتجويد التعليم في العالم العربي، والارتقاء بمستوى مؤسسات التعليم العالي، مشيدا باسهاماته في دعم جهود الجامعات العربية وتنسيقها لإعداد الإنسان القادر على خدمة أمته العربية، والحفاظ على وحدتها الثقافية والحضارية، وتنمية مواردها البشرية.
بدوره، ألقى نائب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة العالمية في بيروت الدكتور وافي حاج ماجد، كلمة المشاركين في المؤتمر، أكد فيها على أننا نعيش في عصر تتسارع فيه التحولات الرقمية والقفزات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي بشكل مذهل، إذ تصل مخرجاتها للصغار قبل الكبار أحيانا، ويتفاعل معها الأفراد قبل المؤسسات أحيانا أُخر.
وشدد على أن انعكاسات التحول الرقمي تؤثر على شتى مجالات الحياة، ومنها حقل التعلم وبالأخص في الجامعات، ولاسيما حقل الأدب والدراسات الإنسانية، مما يحمل كليات الآداب مسؤولية كبيرة في مواكبة مختلف التحديات والفرص التي تحملها مخرجات هذه الثورات الرقيمة بأجيالها المتتالية، وعليه تأتي محاور هذا المؤتمر لتشكل الإطار الموضوعي لمناقشة وعرض ومعالجة هذا الشأن الجليل ومستقبل الدراسات الإنسانية.
وتضمن حفل الافتتاح، عرضا قدمه نائب عميد كلية الآداب الدكتور خالد بني دومي، تناول فيه نشأة الجمعية العلمية لكليات الآداب وأهدافها، والمجلة الصادرة عنها.
كما وتضمنت فعاليات اليوم الأول للمؤتمر عقد جلستين علميتين، الأولى بعنوان “علوم اللغة العربية في عصر التحول الرقمي” ترأسها أستاذ اللغة العربية في كلية اللغة العربية بجامعة ام القرى الدكتور عبدالله القرني، ناقشت أوراقا علمية بعنوان “آفاق تعليم اللغة العربية في عصر الثورات الرقمية: المكتسبات والتحديات”، للدكتور وافي حاج ماجد، و “تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في ظل التحول الرقمي: الواقع والتحديات- جامعة مؤتة نموذجا” للدكتور ماهر مبيضين، و “نظام (ل.م.د ) التعليم العالي في الجزائر: المنجزات والآفاق” للدكتور داود جفافلة “، و”اللغويات العرفانية: مقاربة في فهم تحولات الأنظار اللسانية” للدكتور أحمد أبو دلو، و”دور الذكاء الاصطناعي في اختبار المهارات اللغوية الشفوية” للدكتور عسان الشاطر.
وفي الجلسة الثانية، التي حملت عنوان “آداب اللغة العربية في عصر التحول الرقمي” وترأسها عميد كلية الآداب في جامعة مؤتة الدكتور ماهر مبيضين، وناقشت أوراقا علمية بعنوان “وحي الآلة وعجائب أدب الذكاء الاصطناعي”، للدكتور عزالدين غازي، و”ملامح الأدب الرقمي بين ملكة الإبداع وتقنيات الإمتاع: السرد القصصي نموذجا” للدكتورة منتهى الحراحشة، و”الأدب الرقمي وإشكالية الوسيط الناقل: مقاربة وسائطية في ضوء نظرية (مشيل برنارد) في اللغة وتطور الأبعاد”، لكل من الدكتور حارث شكر والدكتور عارف عبد صايل، و”اللغة العربية والرقمنة” للدكتورة خلود الزعبي والدكتورة روان الفلوح.