الخميس 8-8-2024 ألقى عالم الآثار في الجامعة الهاشمية الدكتور محمد وهيب، محاضرة أول من أمس، في منتدى الرواد الكبار بعنوان مسار “طريق الإيلاف القرشي في الأردن”، والعمل على تطويره.
المحاضرة التي أدارتها المستشارة الثقافية للمنتدى القاصة سحر ملص، حضرها العديد من جمهور المنتدى والمهتمين في علم الآثار، إلى جانب مديرة المنتدى هيفاء البشير، التي قالت فيها: “نستمع في هذه المحاضرة إلى هذا الإنجاز الطويل في دروب الأردن وتاريخه العريق مع ضيف المنتدى وهيب عالم الآثار الذي نذر حياته للبحث عن الحقيقة عبر التاريخ الأردني ليكشف عن حضارات وقصص وحكايا طويت ما بين ثرى هذا الوطن العزيز، ليحدثنا عن طريق تجاري مهم من طرق الأردن وهو “طريق الإيلاف القرشي”، الذي اتخذت منه قريش طريقاً في رحلات قوافلها.
من جانبه، أكد أستاذ علم الآثار د. محمد وهيب أهمية طرح نشاطات وبرامج ومشاريع جديدة تناقش تطلعات وآفاق جديده لاستشراف المئوية الثانية، والتركيز على الثمار الاقتصادية المتوقعة من تطوير مسار “طريق الإيلاف القرشي”، الذي سلكه أهل قريش وآل هاشم الأطهار وعلى رأسهم هاشم بن عبد مناف، وإبراز أهمية مثل هذا المسار التاريخي الذي يعبر أرض الأردن المباركة، ودورها الحضاري والوئامي المجتمعي كونها درب تجارة ومحبة وسلام، لافتا الى أن هذا المسار بقيت آثاره شاهدة على رسالة الأجداد الذين عمروا الأرض وساروا في دروبها منذ فجر التاريخ وصولا لعصرنا الحاضر.
وعرض وهيب عبر تقنية الشرائح الملونة، نتائج البحث العلمي التي توصل إليها فريق البحث العلمي من الجامعة الهاشمية في دراسات توثيق طريق الإيلاف القرشي في المملكة، خاصة اكتشاف محطات طريق الإيلاف في مسار البادية الأردنية والممتد من دومة الجندل عبر وادي السرحان، إلى منطقة الصفاوي، حيث شجرة البيقاعوية التي يشير العديد من الباحثين إلى ان الرسول محمد “صلى الله عليه وسلم”، قد استظل بها، ثم تصل القافلة الى بصرى الشام.
واستعرض وهيب نتائج البحث في مسار المرتفعات عبر مواقع الكيثارة، الخالدي، الحميمة، معان، وأم الرصاص، إلى عمان والزرقاء، ثم جرش التي وصلها إليها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مرتين، عبر قافلة خديجة بنت خويلد. أما المسار الأكثر إثارة، فهو مسار الأغوار عبر العديد من محطات الإيلاف وأبرزها أيلة، ثم غرندل وبير مذكور، طلاح، وغور الصافي، الزارة، ووادي شعيب، حيث تتواجد ضيعة أبو سفيان حسب المؤرخين ومنهم البلاذري، وخريبة السوق، واليزيدية عبر وادي أم السرج والذي كان يضاء بالأسرجه من خلال كوات حفرت في أعلى الهضبة لتنير درب القافلة التي تعبر بجوار كنيسة وادي الحور، وصولا إلى جرش، حيث كشف بها عن حي إسلامي ومسجد كبير، ومنها تصل القافلة إلى بصرى ودمشق.
وأشار وهيب، الى أن مسار “الإيلاف القرشي”، له فرع عبر وادي عربة وبير مذكور يصل الى شواطئ البحر المتوسط في غزه، ولذلك سميت غزة هاشم نسبة إلى قائد قافلة إيلاف قريش جد الرسول هاشم بن عبد مناف، لافتا إلى أن المشروع ينفذ بالتعاون مع عمادة البحث العلمي، وأن مخرجات الدراسة وإصداراتها للقطاع السياحي وللجامعات، والأدلاء، وهيئة تنشيط السياحة كالكتيبات، والكتب، والمقالات العلمية التي ألقيت في المؤتمرات الدولية، والمطويات، والخرائط ستكون جاهزة مع نهاية العام الحالي، إضافة إلى تثبيت مسارات طريق الإيلاف على المواقع الإلكترونية، للمساهمة بشكل مباشر في تشجيع سياحة مسارات الطرق التاريخية وتستقطب السياحة الخليجية والبينية إلى الأردن”.
وأكد وهيب، أن فريق الدراسة، أنجز العديد من دراسات الطرق التاريخية وخاصة طريق البخور الدولي عبر الأردن، بالتعاون مع صندوق البحث العلمي والابتكار في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مبينا أن المصادر المتوفرة في البادية مثل “المساجد، الكنائس، شجرة الرسول، الينابيع الساخنة ومتحف النقوش”، وكذلك تطوير السياحة الصحراوية في المنطقة ومحيطها المجاور، وكذلك التعاون المكثف مع وزارة السياحة والآثار لتوثيق البلدات الأردنية ضمن لجنة التوثيق في وزارة السياحة.