رياضة

عصا سحرية.. كيف رتب بيولي أوراق النصر في 16 يوما؟

الاثنين 7-10-2024 أحدث الإيطالي ستيفانو بيولي، المدير الفني الجديد للنصر، تغييرا سريعا في صفوف “العالمي”، خلال أيام قليلة منذ توليه قيادة الفريق خلفا للبرتغالي لويس كاسترو.
وعين النصر بيولي بعد سلسلة من العثرات تحت قيادة كاسترو، الذي خسر جميع ألقاب الموسم الماضي، باستثناء البطولة العربية.

كما كرر الأمر مطلع الموسم الجاري ضد الهلال في نهائي السوبر السعودي.
ووصل النصر إلى مرحلة كارثية تحت قيادة كاسترو، رغم كوكبة النجوم التي يمتلكها، فقررت إدارة “العالمي” اللجوء إلى بيولي بعقد يمتد لموسمين.

ونجح مدرب ميلان السابق في إعادة ترميم “فارس نجد” خلال مدة زمنية قصيرة.

كوارث كاسترو

ارتكب كاسترو عدة كوارث بدأت مطلع الموسم الماضي، لكنه لم يعترف بذلك، وألقى اللوم على الظروف واللاعبين، إضافة إلى هجومه الدائم على الصحافة بسبب الانتقادات التي تعرض لها.

النصر بات فريقا ضعيفا تحت قيادة كاسترو في أيامه الأخيرة، بسبب سوء الحالة الدفاعية واستقبال الأهداف من أخطاء مكررة منذ الموسم الماضي، إضافة لتراجع فاعلية الخط الأمامي، خاصة النجم السنغالي ساديو ماني.

ويعاب على فترة كاسترو المساحات التي ظهرت بين قلبي الدفاع وخلف الأظهرة، بجانب ابتعاد الخطوط.

كما فشل المدرب البرتغالي في التعامل مع النجوم، ولم يسيطر على غرفة خلع الملابس كما يجب.

وظهر اهتمام كاسترو الواضح بالنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو مع تجاهل أغلب عناصر الفريق، مما أدى لغياب التناغم، إلى جانب قراراته الفنية السيئة خلال المباريات.

هذا وبالإضافة إلى عدم تطوير مستوى أي لاعب محلي، مما تسبب في تراجع الفريق بوضوح من النواحي كافة.

وخاض كاسترو خلال الموسم الحالي 6 مباريات بجميع المسابقات: فاز مرتين وتعادل 3 وخسر مباراة وحيدة.

وكانت الخسارة الأبرز أمام الهلال في نهائي السوبر (1-4)، فضلا عن التعادل أمام الأهلي (1-1).

كما تعادل 1-1 مع الشرطة العراقي في أولى جولات دوري أبطال آسيا للنخبة، فتقرر رحيله مباشرة.

تصحيح مسار

قبل بيولي تحدي قيادة النصر في فترة صعبة دون التعرف على اللاعبين أو إجراء أي مباريات ودية، وهو ما جعل البعض يتنبأ بصعوبة تأقلمه على الأجواء.

لكن بيولي استطاع وضع لمساته السحرية خلال 16 يوما فقط منذ تعيينه مديرا فنيا في 19 سبتمبر/أيلول الماضي حتى يوم 5 أكتوبر/تشرين الأول حيث واجه العروبة بالجولة السادسة من دوري روشن المحترفين.

بيولي خاض 5 مباريات مع النصر، فاز بهم جميعا، ومن ضمنها 3 مباريات متتالية لم يستقبل فيها أي هدف بالدوري السعودي، إذ هزم الاتفاق (3-0) والوحدة (2-0) والعروبة (3-0).

كما تأهل لثمن نهائي كأس الملك، بالفوز على الحزم (2-1).

وأعاد الفني الإيطالي النصر للطريق الصحيح بدوري النخبة الآسيوي، بتحقيق انتصار ثمين على الريان القطري المدجج بالنجوم (2-1).

سحر بيولي

بخلاف النتائج، فقد ظهرت بعض لمسات بيولي الواضحة، منها التزام الفريق بالواجبات الدفاعية وسرعة الارتداد وتقارب الخطوط، وتضييق المساحات بين لاعبي الخط الخلفي.

ونتج عن ذلك، استقبال هدفين فقط في 5 مباريات، على عكس كاسترو الذي استقبل 8 أهداف في 6 لقاءات.

كذلك، نجح المدرب الإيطالي في إعادة بعض اللاعبين لمستواهم المعروف، خاصة ماني الذي انفجر بشدة تحت قيادته، مسجلا 4 أهداف وصنع 3 في 5 مباريات فقط.

كما منح رونالدو عدة أدوار جديدة منها النزول لوسط الملعب للمساهمة في عملية بناء اللعب ودخول الجناحين للعمق وتحول البرازيلي أندرسون تاليسكا إلى مهاجم وهمي في بعض الأحيان.

كما أضفى التزاما دفاعيا على أداء المهاجمين، فبات الضغط على حامل الكرة بداية من رونالدو، واستعادتها في أقصر فترة زمنية، من سماتهم الرئيسية.

ولم ينس المدرب منح فرصة جديدة لعدد من اللاعبين مثل علي الحسن ونواف بوشل ومحمد آل فتيل ومحمد مران، فوضع جميع نجوم “العالمي” وكتيبة البدلاء في جاهزية تامة.

ورغم العمل الواضح لبيولي، إلا أنه خرج بتصريحات عقب مباراة العروبة، قائلا: “أنا لا أمتلك العصا السحرية، وإنما الفضل يعود للعمل الجماعي وقدرة اللاعبين على تنفيذ التعليمات وتطوير أنفسهم”.

ومن المتوقع أن يرتفع النسق بشكل أكبر خلال فترة التوقف الدولي الحالية، حيث سيتعرف بصورة أكبر على قدرات بعض اللاعبين، كما أوضح عقب مباراة العروبة.