عربي دولي

متطوعون في مرمى رصاص المستعمرين

الإثنين 21-10-2024 :

لم يرق للمستعمرين مشهد عشرات المتطوعين وهم يقطفون ثمار الزيتون في الأراضي الزراعية المهددة بالاستعمار في قرية كفر اللبد شرق طولكرم، وأطلقوا الأعيرة النارية بشكل عشوائي تجاههم.

وتقع هذه الأراضي في منطقة مرتفعة تسمى «ديربان» غرب القرية، واستولى الاحتلال على مساحات واسعة منها لإقامة بؤرة استعمارية تابعة لمستعمرة «أفني حيفتس»، المقامة على أراضي قرى: كفر اللبد والحفاصي وشوفة منذ عام 1987.

هؤلاء المتطوعون من شبان وكبار سن ونساء، يمثلون مختلف المؤسسات الرسمية والشعبية، إضافة إلى متضامنين أجانب، لبوا دعوة هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، لمساندة المزارعين في قطف ثمار الزيتون في أراضيهم، خاصة تلك المحاذية للبؤر الاستعمارية، ضمن حملة واسعة نفذتها في عدد من المناطق في الضفة، ومنها موقعا رامين وكفر اللبد في محافظة طولكرم.

ومع بدء المتطوعين بقطف الزيتون على بعد أمتار قليلة من البؤرة الاستعمارية، باغتهم مستعمرون مدججون بالسلاح، بإطلاق وابل من الرصاص تجاههم بشكل متكرر، والصراخ عليهم بمغادرة المكان فورا، وسط رفض الحضور الانصياع لأوامرهم، ومواصلة العمل غير آبهين بالتهديدات.

وبعد مرور بضع دقائق، حضرت دورية لجيش الاحتلال مساندة لعصابات المستعمرين، وبدأ أفرادها دون مقدمات بإطلاق وابل من قنابل الغاز السام صوب المزارعين والمتطوعين معهم، ما تسبب في إصابة عدد منهم بالاختناق.

المزارع محمد غالي الذي يملك 10 دونمات من الأراضي المزروعة بالزيتون ومزرعة مواشٍ شيدها منذ خمس سنوات، قال: «يوميا هناك مستعمرون في هذه الأراضي، ويتكرر الموقف ذاته من إطلاق النار وقنابل الغاز السام علينا بحماية جيش الاحتلال، ما يجبرنا على مغادرة المنطقة والابتعاد مئات الأمتار عنها، وقد حاولوا إجباري على مغادرة المزرعة عدة مرات، ولكن نحن صامدون وباقون رغم هذه الخطورة».

رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير مؤيد شعبان، الذي كان ضمن المشاركين في الحملة، أكد أن الرسالة الواحدة والوحيدة في كل الضفة الغربية بما فيها القدس أن هذه الأرض فلسطينية خالصة، لا يمكن أن نتركها وحدها لقمة سائغة في فم هؤلاء المستعمرين الذين بدأوا بالتكالب والتجمع منذ اللحظة الأولى على بعد أمتار من المكان.

«وفا»