منوعات

ندوة حوارية تتأمل التحولات الثقافية وتشكيل الوعي الجمعي

الإثنين 21-10-2024 : 

ياسر العبادي- عقد منتدى محمد الحموري الثقافي، مساء يوم السبت الماضي، ندوة حوارية بعنوان «التحولات الثقافية وتشكيل الوعي الجمعي»، شارك فيها مجموعة من المختصين في الثقافة والإعلام وهم: الدكتورة دلال العنبتاوي والصحفية الزميلة رنا حداد فيما أدار مفردات الندوة الدكتور خليل الزيود.

تناولت الزميلة رنا حداد الدور الذي يلعبه الكيان الإسرائيلي في توظيف الفن والسينما لخدمة روايته حول الأحداث، مشيرة إلى أن إسرائيل أنفقت قرابة 85 مليون دولار على إنتاج أفلام ومنتجات ثقافية تسوق سرديتها لأحداث السابع من أكتوبر، في مقابل غياب إنتاج سينمائي عربي يعكس وجهة النظر الفلسطينية بسبب ضعف التمويل وندرة المؤلفين، وقالت: إن الفن هو لغة للتعبير الفردي والجمعي، ومنذ السابع من أكتوبر كان الفن والفنان الفلسطيني وغيره من الفنانين مناصرين للقضية الفلسطينية وزودوا الفعاليات الاحتجاجية المساندة للقضية بعدة وسائل تعبيرية بصرية.

وانتقدت حداد اقتصار الفعاليات الداعمة للحق الفلسطيني على المهرجانات الخطابية، في الوقت الذي استطاع فيه الاحتلال استخدام أدوات ثقافية وفنية لكسب الدعم والتعاطف الدولي؛ وبينت أن الفن لغة للتعبير الفردي والجمعي، إذ جرى توظيفه على مر العصور لتمرير رسائل ومفاهيم وأيديولوجيات إلى المجتمعات التي تحكمها، أو إلى المجتمعات والأنظمة الأُخرى التي تريد إيصال رسائلها إليها.

وأشارت حداد إلى أنه منذ السابع من أكتوبر كان الفن والفنان الفلسطيني وغيره من الفنانين مناصرين للقضية الفلسطينية وزودوا الفعاليات الاحتجاجية المساندة للقضية بعدة وسائل تعبيرية بصرية، من كاريكاتيرات وجداريات كأدوات تضامنية واحتجاجية سواء في شوارع مدن العالم، أو على منصات التواصل الاجتماعي، وهو الاستخدام الأكثر.

من جانبها، تناولت الدكتورة دلال العنبتاوي في مداخلتها التحولات الثقافية ودورها في تشكيل الوعي الجمعي، مسلطة الضوء على تأثير معركة «طوفان الأقصى» وأحداث 7 أكتوبر على المشهد الثقافي، كما أكدت أن هذه الأحداث أصبحت محورًا أساسيًا في الثقافة، متجاوزة الاهتمامات الأخرى، حيث فرضت نفسها بقوة على الفعاليات الرسمية والشعبية، مما أعاد تعريف أولويات الفن والأدب في المنطقة.

وأشارت إلى أن هذه المعركة، بما تحمله من دلالات ملحمية وواقعية وصفية، أعادت الروح إلى أدب المقاومة، مشددة على أن الأدب والفن أصبحا رفيقين لهذه اللحظة التاريخية. وأكدت أن هذه المرحلة شهدت تحولات كبيرة في أدوات الثقافة ومنابرها، مما عزز من أهمية حضور الأدب المقاوم كمجال لمواجهة القمع وتوثيق المعاناة، خاصة في ظل السيطرة الإعلامية الكثيفة التي جعلت من هذه الأحداث محورًا عالميًا بارزًا.

وشهدت الندوة مداخلات من الحضور فقد أشار رئيس منتدى محمد الحموري الثقافي حسام الحياري إلا أن طوفان الأقصى تسبب بإزاحة وإحلال لرموز عالمية لحركات التحرر والمقاومة، مبينًا أن صورة أبو عبيدة باتت متقدمة على صورة جيفارا وكذلك حضور العديد من الرموز مثل المثلث الأحمر والكوفية.

من جانبها أكدت مديرة موقع نخبة بوست أروى أبو رمان على أهمية القصص الإخبارية في تقديم صورة واقعية للأحداث ودحض الروايات الزائفة التي يروجها الاحتلال.

كما اعتبرت ديما خرابشة أن أحداث السابع من أكتوبر أعادت القضية الفلسطينية إلى واجهة الاهتمام، مبينة أن التفاعل مع الأحداث جاء في الغالب من الجمهور الشعبي، بينما استثمر الاحتلال أدواته الإعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي في الترويج لروايته.

وفي ختام الندوة، شدد الدكتور خليل الزيود على ضرورة أن تكون التحركات في مواجهة الاحتلال مبنية على خطط مدروسة وليست مجرد «فزعة» عاطفية، مؤكداً أن المعركة الثقافية لا تقل أهمية عن المعركة العسكرية، إلا أن الحكم على نتائجها يحتاج إلى مزيد من الوقت.

يشار إلى أن الندوة تأتي ضمن جهود المنتدى لتعزيز الوعي الثقافي وتسليط الضوء على أهمية توظيف الأدوات الفنية والإعلامية في مواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية.