أخبار المندوبين

رئيسُ الجامعة الأردنيّة يتحدّث في محاضرةٍ حول “مستقبل التعليم الجامعيّ وأين تقف الجامعةُ اليومَ”

5-شباط 

عقدت جمعيّةُ الشؤون الدوليّة مساءَ امس  محاضرةً بعنوان “مستقبل التعليم الجامعيّ وأين تقف الجامعةُ الأردنيّةُ اليوم “، ألقاها رئيسُ الجامعة الأردنيّة، الدكتورُ نذير عبيدات، الذي تناول فيها أبرزَ المحاور المتعلٌقة بتطوّر التعليم الجامعيّ وتحدّياته في ظلّ التغيّرات التكنولوجيّة السريعة ومتطلّبات سوق العمل المتجدّدة.

وفي حديثه، أبرزَ عبيداتُ أهميّةَ التغيير السريع الذي يشهده العالمُ، مشيرًا إلى تأثير الثورة التكنولوجيّة على الجامعات ودور الطالب في هذه المرحلة، كما تطرّق إلى الحاجة الملحّة للتأقّلم مع هذه التغيّرات، مشيرًا إلى الفجوة الكبيرة بين التغيير والقدرة على التكيّف، ومؤكّدًا على ضرورة تعزيز البحث العلميّ الذي يُفضي إلى زيادة الإنتاج المعرفيّ.

وأشار عبيداتُ إلى أنّ الجامعة الأردنيّة قد تبّنت مجموعةً من الاستراتيجيّات لمواكبة هذه التغيّرات، حيث عملت على تطوير سمعتها الأكاديميّة من خلال خطاب إيجابيّ يبرزُ قوّتَها ويعترفُ بنقاط ضعفها، كما قام بتغيير طرق التعامل مع احتياجات المجتمع الجامعيّ، مشدّدًا على أهميّة التعاون الوثيق بين الكوادر الأكاديميّة وإدارة الجامعة.

وفيما يتعلّق بالبنيّة التحتيّة، ذكر عبيداتُ بعضَ المشاريع الكبيرة التي نفّذتها الجامعةُ، ومنها استكمالُ مبنى كلّيّة الأسنان السريريّ وإضافةُ طابقين جديدين لخدمة مستشفى الجامعة، بالإضافة إلى بناءِ سكن جديد للطالبات في فرع العقبة، كما كشفَ عن مشاريعَ أخرى لدعم التعليم مثلَ مركز التميّز في التعلّم والتعليم والتقييم، الذي تأسّسَ بدعم من مُتبرِّع بقيمة 5 ملايين دولار.

وأكّد عبيداتُ أهميّةَ تحديث القاعات التدريسيّة والمرافق العامّة داخل الجامعة، حيث تمّ تأهيلُ 517 قاعة تدريسيّة لتصبح ذكيّةً باستخدام أنظمة تفاعليّة متكاملة، وأوضح أنّ هذه القاعاتِ ستُتِيح للطلاب التفاعلَ بشكل أكبر مع المحتوى التعليميّ، سواءً أثناء الحضور المباشر أو من خلال البث المتزامن، مما يعزّز تجربة التعلم التفاعليّ.

كما تحدّث عبيداتُ عن تحسين الكوادر الأكاديميّة في الجامعة، حيث تمّ تعيينُ 78 عضو هيئة تدريس خلال العام الدراسيّ 2024/2023، وتقديمُ الأوّلويّة لخريجي الجامعة الأردنيّة في التعيينات والإيفاد، وأشار إلى أنّ الجامعة تعتزم تعيين أفضل الأساتذة من الجامعات العالميّة المرموقة لتزويد الطلاب بأفضل الخبرات الأكاديميّة.

وتطرّق عبيداتُ إلى تطوير البرامج الأكاديميّة لتشمل المهارات المطلوبة في المستقبل، مثل المهارات الرقمية والناعمة، موضّحًا أنً الجامعة قد استحدثت مساقاتٍ جديدةً تدمجُ التكنولوجيا في المناهج الدراسيّة، بالإضافة إلى إعادة النظر في الكفايات الأكاديميّة المتعلّقة بمهارات التواصل وتعلم اللغات.

من خلال الخطّة الاستراتيجيّة للجامعة (2022-2027)، وضع عبيداتُ العديدَ من الأهداف التي تركّز على تجويدِ عمليّة التعليم، ورقمنةِ المحتوى الأكاديمي، إضافة إلى تعزيز التقييم العلميّ القائم على أحدث المستجدّات العالميّة. وأشار إلى أنّ الجامعة قامت بتوسيع شراكاتها مع مؤسّسات التعليم والتدريب العالميّة بهدف تحسين مهارات الطلاب، وتحضيرهم لسوق العمل.

وقال عبيداتُ أنّ الجامعةَ حظيت بإشادة كبيرة في التصنيفات العالميّة، حيث احتلتِ المرتبةَ 368 عالميًّا وفقَ تصنيف QS لعام 2024، بالإضافة إلى أنّها كانت الجامعةَ الوحيدةَ محليًّا المُدرَجةَ في تصنيف شنغهاي العالميّ، كما أكّد عبيداتُ أهميّةَ المجموعات البحثيّة التي تضمُّ أكثرَ من 150 مجموعة بحثيّة مع شراكات دوليّة، مشيرًا إلى أنّ نسبةَ الأبحاث المنشورة في المجلات العالميّة المحترَمة بلغت 80.8% في عام 2024.

من جانب آخر، كشف عبيداتُ عن نجاح الجامعة في تعزيز استثماراتها، حيث قامت بتحقيق وفرٍ ماليّ كبير وقلّصت الديون، مضيفًا أنّ الجامعةَ بصدد إنشاء مكتب جمع التبرّعات لتعزيز مواردها الماليّة.

وفي الختام، أكّد عبيداتُ أن الجامعةَ الأردنيّةَ تسعى لتكونَ رائدةً في تقديم تعليم عالي الجودة يلبّي احتياجات سوق العمل ويسهم في تقدّم المجتمع الأكاديميّ والبحثيّ في الأردن والعالم.

يشارُ إلى أنّ جمعيّةَ الشؤون الدوليّة تأسّست عامَ 1997 بكونها جمعيّةً مستقلّةً، بهدف نشر الاهتمامِ بالقضايا الفكريّة المتعلّقة بالمجتمع الأردنيّ والمجتمع الدوليّ، وتشجيعِ الحوار الموضوعيّ حول القضايا التي تمسُّ حياةَ المواطن محليًّا وعربيًّا ودوليًّا.

كما تعمل الجمعيّةُ على تعميقِ الفهم في الشؤون العالميّة وتوضيحِ الدور الأردنيّ حيالَ مختلفِ القضايا، وتعزيزِ قدرة أعضاء الجمعيّة في الإسهام بالحوار الوطنيّ حول القضايا المحليّة والدوليّة.