أخبار المندوبين

طلبة كلية السلط التقنية يثمنون دعم الجامعة لهم بعد فوزهم بالجائزة الأولى في “الحسن بن طلال للتميز العلمي ” بتطوير “جسر التواصل الذكي” للصم والبكم

7 نيسان

أعرب فريق متميز من طلبة كلية السلط التقنية في جامعة البلقاء التطبيقية عن بالغ شكرهم وامتنانهم للدعم الذي قدمته لهم الجامعة، والذي كان له دور محوري في تحقيق فوزهم بالجائزة الأولى في جائزة الحسن بن طلال للتميز في مجال الابتكار والتكنولوجيا. جاء هذا الإنجاز من خلال مشروعهم الرائد “جسر التواصل الذكي”، الذي يهدف إلى تسهيل عملية التواصل بين الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية والمجتمع.

يتألف الفريق الذي حقق هذا الإنجاز من: أحمد علان، عبدالمجيد الوشاح، جود الحياري، بيسان القرالة، حمزة حامد، وقد كانت المهندسة يسرى أبو رميلة المشرفة على المشروع، حيث لعبت دورًا كبيرًا في توجيههم وتقديم الإرشاد الفني طوال مراحل تطوير المشروع.

وتتمثل الفكرة الأساسية وراء هذا المشروع في تطوير جهاز يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق لتحويل لغة الإشارة إلى نصوص وصوت، والعكس، ما يسهم في تمكين الأشخاص الصم والبكم من التفاعل بشكل أكثر فعالية مع الأفراد والمؤسسات. وقد تم تحديد احتياجات هذه الفئة من خلال دراسات ميدانية والاستفادة من تجارب الصم والبكم أنفسهم، مما مكن الفريق من فهم التحديات اليومية التي يواجهونها في التفاعل مع الموظفين في المؤسسات المختلفة.

ويعتمد المشروع على تقنيات متقدمة مثل رؤية الحاسوب (Computer Vision) والشبكات العصبية العميقة (Deep Neural Networks) لتحليل الإشارات وتحويلها إلى نصوص أو صوت باستخدام تقنيات معالجة اللغة الطبيعية (NLP) وتحويل النص إلى كلام (TTS). كما يتضمن المشروع مترجم إشارات افتراضي يعرض الفيديو التفاعلي لتحويل النصوص إلى إشارات.

بدوره، عبر الأستاذ الدكتور أحمد فخري العجلوني، رئيس الجامعة، عن فخره الكبير بهذا الإنجاز، قائلاً: “نحن في الجامعة نؤمن بأهمية دعم الابتكار والبحوث العلمية التي تساهم في تحسين حياة الأفراد والمجتمع. وفوز طلبة كلية السلط التقنية هو مثال حي على قدرة الشباب الأردني على التفوق والابتكار، ونحن على ثقة بأن هذا المشروع سيكون له دور كبير في تحسين حياة الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية.”

من جانبها، أكدت المهندسة يسرى أبو رميلة، مشرفة المشروع، أن هذا النوع من المشاريع يعكس التفوق الأكاديمي والابتكار الذي تتميز به كلية السلط التقنية. وقالت: “نحن فخورون بما حققه طلبتنا في هذا المشروع، وهو يبرهن على قدرة الشباب الأردني على تقديم حلول تقنية مبدعة للتحديات الاجتماعية.”

بدوره، أشار الأستاذ الدكتور محمد رسول الحديدي، عميد كلية السلط التقنية، إلى أن هذا الفوز هو نتيجة الدعم المستمر الذي تقدمه الكلية للطلاب في مجال البحث العلمي والابتكار. وأضاف: “نحرص على أن يكون لدينا بيئة أكاديمية تشجع على الإبداع والتفكير النقدي، وهذا الفوز هو ثمرة جهودنا المستمرة.”

وفي لقاء خاص مع الفريق تم التطرق إلى العقبات التي واجهوها من تحديات تقنية أثناء تطوير النظام، مثل صعوبة التعرف على الإشارات بدقة، إلا أنهم تمكنوا من التغلب عليها من خلال تدريب النماذج على مجموعة بيانات موسعة. كما تم اختبار المشروع مع فئات متنوعة من الصم والبكم، حيث كانت ردود الفعل إيجابية بشكل عام.

هذا ويسهم المشروع في تحسين التفاعل بين المجتمع والأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، حيث يسهل عليهم أداء المعاملات اليومية مثل شراء المنتجات، وزيارة المستشفيات، والتعامل مع الموظفين في المؤسسات المختلفة. وقد أظهر المشروع تأثيرًا مباشرًا في زيادة استقلالية الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، مما يقلل الحاجة إلى مترجمين بشريين. وتُعزز هذه التكنولوجيا أيضًا من دمج الصم والبكم بشكل أكبر في المجتمع، حيث يتوقع الفريق أن تسهم هذه التقنية في تحسين فرصهم في التعليم والعمل والمشاركة في الحياة اليومية.

وأكد الفريق على أن فوزهم بالجائزة كان بمثابة دفعة قوية لتطوير المشروع بشكل أكبر، حيث يخططون لتوسيع قاعدة بيانات الإشارات لتشمل المزيد من اللهجات واللغات، وتطوير نسخة للهواتف المحمولة لتسهيل الوصول اليها .