باستثناء الرسوم المتحركة وأفلام الخيال العلمي، لم نعرف أبدا عن سفينة تطير أثناء إبحارها في البحار أو المحيطات.
غير أن التقارير الإخبارية، خصوصا البريطانية، طالعتنا أمس وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، حول ارتباك الناس في جميع أنحاء بريطانيا بعدما شاهدوا ما بدا لهم عدة سفن تطفو في الجو فوق مياه المحيط.
وبحسب التقارير الإخبارية، فقد لاحظ كثير من الناس هذا المشهد غير العادي للسفن “الطائرة” في جميع أنحاء بريطانيا، وتحديدا في مناطق كورنوال وديفون وأبردينشاير، وذلك على مدى الأيام القليلة الماضية.
وأحدث مثال على السفن العملاقة المحلقة فوق سطح الماء، سفينة رحلات بحرية ضخمة في خليج لايم بين ديفون ودورست، وهي الصورة التي التقطها لها ديف ميدلوك عندما كان يمشي مع كلبه يوم الأحد الماضي.
وفي وقت سابق، رصده ديفيد موريس مشهدا لسفينة عملاقة أخرى عندما كان في نزهة في جيلان، بالقرب من فالماوث، ديفون.
وقال إن المشهد ترك انطباعا “مدهشا ومربكا جدا” من الظاهرة الغريبة التي جعلت السفن وكأنها تطفو في السماء وليس على الماء، بحسب ما ذكرت صحيفة الديلي ميل البريطانية.
تكرار الظاهرة النادرة
وتكررت الحادثة في أكثر من مكان، خصوصا في منطقة باينغتون في ديفون، حيث صورت لقطة ساحلية خلابة العديد من السفن التي بدت وكأنها تحوم فوق البحر.
وفي يوم الجمعة في مدينة بانف بأبردينشاير، اكتشف عامل الصحة والسلامة كولين ماكالوم سفينة أخرى بدت وكأنها تطير، وتوقف للحصول على مقطع فيديو للمشهد غير العادي قبل التحقيق في سبب هذا “الوهم”.
وأثار الفيديو الذي نشره كولين، الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث صوّر سفينة كما لو أنها تطفو في الهواء.
وصوّر الفيديو في بانف بأبردينشاير باسكتلندا، وفيه ظهرت السفينة كما لو أنها لا تتحرك فوق سطح الماء، وإنما تطير في الجو.
وأثنى كثيرون ممن شاهدوا الفيديو على “الخدعة البصرية”، حيث أشاروا إلى أنهم ذهلوا للوهلة الأولى، قبل اكتشافهم للحقيقة.
ومن جانبه أشار كولين إلى أنه ظنّ في البداية أن القارب يطفو في الجو، وأضاف قائلا: “بعد مزيد من التدقيق، لاحظت أنه كان في الواقع مجرد وهم بصري رائع نتج عن تكوين السحب بالقرب من الشاطئ مما أدى إلى تغيير لون الماء بالقرب من الأرض”.
وتابع قائلا: “كان القارب بعيدا في منطقة صافية، وبالتالي فإن السماء تعكس البحر مما جعلها تبدو وكأن القارب كان عائما”.
وفي الواقع، ومن الناحية العلمية، فهو أمر لا يعدو كونه شكلا من أشكال السراب، وفي ظاهرة نادرة تعرف علميا باسم “فاتا مورغانا”، وهي عبارة عن سراب يتكون عندما تسخن الشمس الغلاف الجوي فوق الأرض أو البحر، مما يخلق تدرجا في درجات الحرارة.
وفي هذه الظاهرة، توجد طبقة من الهواء الدافئ فوق طبقة من الهواء البارد، مما يتسبب في انحناء الضوء القادم من السفينة أثناء مروره عبر فجوات في التيارات الهوائية.
وتحدث هذه الظاهرة فوق سطح الماء وتنتج عن تراكب عدة طبقات من الهواء بمعامل انكسار مختلف.